الأحد، 2 مارس 2025

قصيدة تحت عنوان{{تباريح}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{محمد الصغير الجلالي}}


تباريح

رَصَّعي المعنى بصمتك
فالكلام إن غاب فصاحه 
اصمتي فالصمت إن ضَجَّ كلام 
لن يداوي الجرح صمت أو مواعيد غرام 
لن ترتق الجرح كتابة أو طبابة أو خطابه 
سيظل الجرح نازف
لن يداوي الصمت خيبه
لن يكون الشوق زادا لا ولا عطر كلام 
 
رَصَّعي المعنى بصمتك 
وامضي والغيم بعيدا 
وبعيدا في الأثير 
ثم هيمي في سماك 
ضمّدي الجرح بشعر وبملح وبتفاصيل كلام 
وأطِلَّي من هناك من بعيد من بعيد 
من وراء الأفق من قلب السراب 
ذكريات الماضي ما زالت فراشات وعطرا 
ثم سربا من حمام 
ستظلين بانتظار الصبح 
والصبح بعيد
ستظلين بانتظار الصبح في المحطات البعيدة 
حيث لا نجم ولا دفء ولا ردّ سلام
 
رَصَّعي المعنى بصمتك 
وبكل الزاد والحبّ القديم 
احضني كل التفاصيل والمواعيد القديمة 
وأطِلَّي من هناك من بعيد من بعيد 
من وراء الأفق من قلب السّراب 
ذكريات الماضي مازالت فراشات وعطرا 
ثم سربا من حمام 
سيظل الحلم حلما 
كنت بالأمس البعيد نجمة أو ديمة 
أو وردة ضيَّعَت عطرها في بحر الهيام 
ثم تهت في التفاصيل الصغيرة 
ضاعت البوصلة واهتز الشراع   
اصمتي أو لا تصمتي
إن في الصمت كلام

الأستاذ محمد الصغير الجلالي 

ليست هناك تعليقات: