(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ما أن استقلتا المركبة حتى طلبت من سائق
تاكسي الأجرة أن يتبعهن؛ كنت قد إتخذت قراري
الذي لارجعة عنه ،لن أتركها ابدا ،لقد تملكت قلبي
وسحرتني.
لكن...
هو القدر .
بمجرد أن قطعت عربتهن الإشارة حتى رأينا الضوء
الأحمر،توقفنا نحن وإنطلقت مركبتهن بسرعة قسوى ،و..ذهبت وأخذت قلبي وعقلي معها.
قلبي يعرفك
-١-
مجرد أن صعدت إلى الحافلة حتى اخترقت عيناها
قلبي ،لحسن الحظ أن رقم مقدي يكرمني
بالجلوس إلى جانبها في الصف المواجه لها؛عيناها
الواسعتان تنطقان باجمل لغة عرفتها البشرية؛لغة العيون.
كانت تجلس على المقعد المواجه لي ..لايفصلنا
عن بعضنا سوى الممر ..الممر فقط ،
تجلس إلى جانبها من جهة النافذة امرأة في
العقد الرابع من عمرها و هي دائمة النظر من
النافذة متأملة القمر ،لأنه في الواقع لايوجد
غيره يطل من النوافذ في ذلك الطريق الصحراوي الموحش.
قد تكون تلك المرأة أمها ،أو اختها الكبيرة ،وكانت تلتفت
إليها في كل حين وتبتسم وتمسح بكفها على شعرها المنسدل على
كتفيها كالشلال ،
أما إلى جانبي انا من جهة النافذة فكان يجلس
رجل يتكىء برأسه على النافذة وينام نوما عميقا ،ويبدو
أنه لا ينوي أن يصحو إلا عند وصول المحطة الأخيرة ،
كانت الفتاة تميل بخاصرتها على حافة المقعد كما وأنها تريد أن تنتقل إلى مقعدي..إلي .. فيتلقاها مسند المقعد.
وكانت تمسح ركبتيها بيدها
الرائعة، البيضاء واظافرها المطلية باللون الأحمر
الفاقع،
أميل براسي إلى الخلف وقد أكسبني جمالها
وسحرها الذي لايقاوم شجاعة وجرأة كي لا أبعد
نظراتي عنها ،لقد أصبحت مجنونها ،
كانت تنظر إلي نظرات مباشرة ،نظرات كما وأنها
تقرأ نظراتي كما أقرأ أنا نظراتها ،كانت نظراتها خجلة ، وفي كل حين تريح عينيها من النظر إلي لتنظر إلى سقف الحافلة بشكل دائري ومن ثم تعود.
عيناها واسعتان كأعين الظبية، شفتاها مطليتان بالأحمر
كلون الدم على بشرة بيضاء تسحر الناظر ،
كان جمالها لا يوصف أبدا ،تعلو خفقات قلبي
المتيم بها لكن كلما نظرت المرأة الثانية نحوي كنت
أشعر بالارتباك فأبعد نظراتي فأعود
لأشرب من خمر عينيها،
كانت توصل سماعات هاتفها باذنيها وتنسجم مع
الغناء طربة، تهز رأسها بفرح ونشوة ،
تركز نظراتها بوجهي مباشرة كما وأنها تعرفني
من زمن بعيد وهي الآن تشاركني الغناء .
ابتسامتها الساحرة كفاكهة الفراوله تقوي الحافز
لدي أكثر وأكثر ،وقلبي تزداد خفقاته ،ومشاعري تحرض
على الثورة ،أن جمالها من ذاك الجمال الذي لا
يقاوم ويحفز الناظر على اختطاف مايشتهي من تلك الفاكهة المحرمة
حتى لو طرد ثانية من الجنة.
عيناها تعصران الخمر وتسقي ببذخ،شفتاها كحافتي
كوب النبيذ المعتق.
تبتسم كما وأنها قد قرأت أفكاري ،يختلج جسدي،
يسري فيه الخدر وكأن خمرتها قد دارت في رأسي.
و..ماذا حدث ..؟
إلى الغد....
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق