"الواقع في مرايا مشروخة"
ينعكس كل شيء مشوهًا،
كأن الوجوه لم تكن يومًا وجوهًا،
بل أطيافًا تتنازعها الزوايا الحادة للمرايا.
يتكسر الصدى في صمت،
كأنه فقد ذاكرته،
وبات يردد أصواتًا بلا أصحاب.
تترنح الحقيقة بين الظل والضوء،
كأن المسافة بينهما خيط واهٍ
تلتهمه الطريق قبل أن يُرى.
يتشظى المعنى في العتمة،
كأن الاحتمالات انفجرت بلا يقين،
ولا يبددها شك.
يدور الزمن حول نفسه،
كعاصفة تسحق آثارها قبل أن تُبصرها العيون.
تسقط الخطى في الفراغ،
كأنها لم تترك أثرًا،
وكأن الأيدي الممدودة لم تجد غير العدم.
يذوب الضوء في السراب،
كأنه لم يكن يومًا أكثر من خدعة
ترهق البصر.
يختبئ المعنى خلف زجاج مهشم،
كأن العيون التي تحدق
لا تريد أن ترى إلا الوهم.
يعبر الحلم كغريب بلا ذاكرة،
لا نذكره إلا حين يوشك أن يتلاشى،
كأن الحقيقة لا تأتي إلا متأخرة.
تطفو الأسرار على السطح،
كأن الأعماق لفظتها،
لأن الصمت ضاق بها.
يضيع السؤال بين الشقوق،
لا يبحث عن إجابة،
بل عن مزيد من الضياع.
ينظر الانعكاس في المرآة،
ولا يدري أيرى صورته،
أم بقايا ماضٍ تهشم ولم يُدفن بعد.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق