أنا
لا أعْتَدي ما أطالَ اللهُ في عُمُري
ولستُ أجبُنُ عَن فظٍ يُعاديني
لا أطلبُ الودَّ ممن لا ودادَ لهُ
ولستُ أبدأُ بالعدوانِ قاليني
لا أرغبُ الوصلَ في مَن لايُواصِلُني
ولستُ أقْطَعُ مَنْ للوَصلِ يَدعوني
ولا أعادي غَريباً لاختلافِ رؤیً
حتّى وإن لمْ يَحُز عَزْمي ولا ديني
إذا افتقَرْتُ فَلا أشْكو الی بَشَرٍ
بَلْ أشْكو لِلّهِ رزّاقُ الملايينِ
لا أبغي عيشاً رغيداً ليسَ مِن عَرَقي
ولا صَحَبتُ خَليلاً غيرَ مأمونِ
مالي بخلٍّ كثيرُ البُغْضِ مِن أمَلٍ
وَلسْتُ أقْطَعُ وَصْلي عَن مُحِبِّيني
وَعِشْتُ أرغَبُ في خِلٍّ يُواصِلُني
ولستُ أرغبُ في خِلٍّ يُجافيني
ولستُ أحْضَرُ مالَمْ أدْعَ مأدَبَةً
حتّی وإنْ كُنتُ مَيْتاً وهْيَ تُحْييني
ولَستُ أدْخُلُ في جَوفي وَأْرغَبُهُ
قوتاً حراماً وإنْ جَفَّتْ شراييني
وما وضَعْتُ يَدي في كَفِّ مَنْ غَدَروا
مَهْما يكونوا ولا أرجو السَلاطينِ
وما هَمَمْتُ بِبيْتٍ قَدْ أكَلتُ بِهِ
همَّ الخؤونِ وأعمالَ الشياطينِ
ولستُ خائنَ بيتاً قدْ أكَلْتُ بِهِ
عيشاً وملحاً وإنْ أمسی يُعاديني
وما خنعتُ وفي وسْعي مُقاوَمَةٌ
ولَستُ أقبَلُ في ظُلمِ المساكينِ
كل الذين أخافوني بلا سبَبٍ
اللهُ حَسْبي يُجازي مَنْ أخافوني
دَيْنٌ عَلَيَّ أقولُ الحَقَّ مانَبَضَتْ
فِيَّ العُروقُ وَسِرْتُ في الميادينِ
ماكُنْتُ يَوماً بِجَمْعِ المالِ مُنْشَغِلاً
ولستُ أخدَعُ في أهْلِ الملايينِ
وما تَنازَلْتُ عَن شيءٍ قَطَعْتُ بِهِ
عَهْداً فإن وفاءَ العَهدِ مِنْ ديني
وَما تدخَّلْتُ في أمْرٍ أُلامُ بِهِ
ولستُ أمشي لقصدٍ ليْسَ يَعنيني
وما غَدَرْتُ وما نَفْسي تَتوقُ لَهُ
فالغَدْرُ ما كانَ مِنْ شأني وتَكْويني
عباس كاطع حسون /العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق