-السيفُ المهنّدُ-
-ولمّا رأيتُ الدهرَ يرمي بسهمهِ
ويُدني خطايَ للمآلِ السَحائِقِ
-نزعتُ إلى دربِ الخلودِ بعزيمتي
وسِرتُ كأنّي لا أهابُ الطوارقِ
-فإن كانَ موتي في العُلا غيرَ ذِلَّةٍ
فلا خيرَ في عَيشِ السجونِ المضائِقِ
-سأمضي على دربِ الكرامةِ شامخاً
وإن طالَ بي ليلُ الخُطوبِ الدواهقِ
-سأمضي ولو نادى القضاءُ بمقتلي
فليسَ يُخيفُ الحُرَّ سيفُ البوائقِ
-وإن خُيِّرَت نفسي أعيشُ مُذلَّلاً
رضيتُ الردى لا العيشَ قيدَ الوثائقِ
-فما العيشُ إن لم تستطع كسرَ قيدِهِ
وما المجدُ إن لم تصطلِ السيفَ حاذِقِ
-إذا ما دنا يومي وجاءت مَنيَّتي
فلي شهدُ مجدي لا دموعَ المآرقِ
-سأمضي إلى المجدِ الأبيِّ مُكابداً
وأرفضُ عيشَ الذُلِّ بين الخلائقِ
-فإن كنتُ وحدي في الدروبِ فإنَّني
سليلُ السيوفِ البيضِ بين المفارقِ
-تركتُ لصرفِ الدهرِ خوفي وريبتي
ورُحتُ أُسابقُهُ بعزمِ سوابقِ
-فلا الموتُ يُرهبُني ولا الدهرُ يُسقطُ
جناحي وإن نابت ظنونُ الشوائقِ
-فيا موطنَ الأحرارِ خُذني فإنَّني
أبَيتُ سوى مجدٍ بأعلى الشواهقِ
-سأمضي كأنَّ الريحَ تحملُ خُطوتي
وظهرُ الّليالي لي جوادُ سبائقِ
-إذا ما دعاني الحزمُ كنتُ مُجيبَهُ
وإن صاحَ بي الدهرُ إنبرى لي خافقي
-فلا الدهرُ يُثنيني ولا الخَطبُ يكسِرُ
جناحي وإن سالت دمائي بخانقِ
-تغرَّبتُ عن دارِ الهوانِ ولم أكن
لأرضى مقاماً في ظِلالِ الأبالقِ
-بلادي هي السيفُ المُهنَّدُ عِزُّها
ورُمحُ المعالي في الأكُفِّ الروافقِ
-إذا ما سطا البغيُ استعرنا حُماتها
كأسدِ العرينِ في اللُّقا والمضايقِ
-فيا سائلي عنّي فإنّي فتى الوغى
إذا اشتدَّ خطبُ الحربِ كنتُ السابقِ
-أقيمُ على العلياءِ صَرحي هِمَّةً
وأمضي إلى مجدي التليدِ الخلائقِ
-فإن مِتُّ يوماً لا تُنادوا بحسرَةٍ
فقد عِشتُ حُرّاً أُطيقُ الطوارقِ
-سيبقى سَنايَ في الدُّنى متألقاً
وتحكي مآثري الكرامُ السَّوامِقِ
-فلا الدهرُ يطويني ولا الموتُ يُطفيءُ
ضياءَ المعالي في القلوبِ الشرائِقِ
-فإما إلى مجدٍ يُشَيِّدُ ذكرايَ
وإما إلى قبرٍ بعِزٍّ يُطوِّقِ
صفوح صادق-فلسطين
٢٥-٣-٢٠٢٥.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق