*** مٱل ***
أبنيتي! إني أرى أسراب الجراد كثيرا عديدها
فجأة تغزو حقول العُرب حتى حولتها حقولها
لقد كنت أمضي في كل الفضاءات مغامرا
في الليلة الظلماء لا تهِرّ جراؤها و كلابها
أبنيتي! لقد قارعت أهوال الحياة مناضلا
فخبرتها و قد ضَرَّسَتني بضرسها و بنابها
أغدا تحملني شمُّ الرجال كلها على أعناقها
إلى حفرة فيها يسوى على وجهي حر ترابها
أغدا أكون بلا جليس وحيدا هنا في مرقدي
لتمطرني السماء بحرّها و بقَرّها و بتسكابها
يا ويلتاه! أغدا أو بعد غد لن أزورك و لن أزارَ
ما أصعبال اللُقيا عند الفراق على جمع طلابها !
أبنيتي! لا تجزعي لقد نعى فوق رأسي غُرابُها
لا أهاب الموت بل نفسي تخشى تدقيق حسابها
أبنيتي! إني أرى المنية قد حانت و حُمَّ قضاؤها
أبنيتي! إذا قضيت فرُدّي على وجهي طرف ردائيا
إني لا أريد أن أرى رَبَّات الحِجال نادبات و بواكيا
أريد أن أراك من بين النساء مع القانتات الرواضيا
قد وددت صغيرتي توديع الأحبة لأن لا تلاقيا
أبنيتي! إن الحياة مريرة لابد من خوض غمارها.
أبنيتي! لا تجزعي عند الموت لقد حُمَّ قضائيا
إني أريد صادقا دوما أن ألقاك ربي عني راضيا
أبنيتي! لا تقنطي إذا حُمَّ غدا قضائي قضائيا
و جرت الأقدار عزيزتي بما هو منتظر جاريا
إني لا أخشى أن ألقى المنية متصاغرا صاغرا
لا تجزعي! عند موتي إن التفت ساقي بساقها
لقد كنت في الدنيا كثير القرع كثيرا ضجيجيا
لقد حُمَّت الأقدار و قد نعى فوق رأسي غُرابُها
أبنيتي! إني أرى أسراب الجراد كثيرا عديدها
فجأة تغزو حقول العُرب حتى حولتها حقولها
أ.محمد الصغير الجلالي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق