الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيم :
فَلَكٌ أَخِير .
هُنَاكَ عِنْدَ انْكِسَارِ ظِلِّيَ ؛ ظِلِّكَ عَلَى شَفِيرِ الهَاوِيَة ، ظَهَرت خُرَافَتُكَ التي تُمَعْنِي المُسْتَحِيلَ ، حَيَاةٌ ثَقَبَت هَشَاشَتَكَ لِتُوقِظَ الحُلُمَ مِنَ العَدَم ،
و أَلَمُ الحَنِينِ يَتَّحِدُ ضِدَكَ مَعَ المَوتِ الفُضُول ، أَرَاكَ تَذُوبُ بِلَا مَعْنَىً لَمَّا يَشْتَدُّ الأَلَمُ حَدَّ النَشْوَة ، تَضْطَّرِبُ الرُؤيَةُ مَع بُزُوغِ الذِكْرَيَاتِ ، التَي تَعِيشُكَ عَالَمَكَ الدَاخِلِيِّ ، لِتَذبُلَ وَردَةُ زَنْبَقٍ قَبْلَ الرَحِيل الكَبِير ،فَتَخِفَّ مِن دَمِكَ فِي الوَرِيد يَقُولُ لَكَ : اسْقِهَا مِن دِمَاك ، و لِتَتَفَتَحُ و تَفْتَحُ لَكَ بَابَ الصَوَاب ، فَتَمْتَطِي الرِيحَ صَهِيلًا ، يَبْحَثُ عَن مَعْنَاهُ الذِي يَطِيرُ بِكَ فَلَكًا أَخِير ، فِي ذَاتِ الحِينِ ، تَنَبَهْتَ بِأَنَكَ وَصَلْتَ الغُرُوبَ ؛ الهُرُوب ، و نَسِيتَ نَفْسَكَ خَلفَ الهِضَابِ المُسَافِرَةِ فِي كُلِّ الجِهَات ، و قَبْلَ الشَهِيقِ الأَخِيرِ بِالقَلِيلِ مِنَ التَعَب ، صَرَخْتَ تُنَادِيهَا ، لِتَأتِي تَرَاكَ شَبَحَكَ يَلبِسُ مَلَامِحَكَ الشَاحِبَة ،
رَدَّ عَلَيكَ الصَدَى : مَا مِن أَحَدٍ هُنَاكَ ، و صَوتُكَ يَرَاهَا صِبَاك ، هُوَ أَنْتَ مَن أَسْقَطَ يُسْرَاهُ فِي الدُروبِ المُوحِشَة ، و اشْتَرَى نَشْوَةَ الزَفِيرِ العَاشِقِ الغَاضِب ، لِيَعْبُرَ الوَقْتَ و هُوَ يَمْتَطِي الغَمَامَ خَلفَ الأُقُق ،وَقْتَذَاكَ صَاحَ بِكَ ( زِيُوسُ ) الكَبِير : لِمَاذَا تَنْتَعِلُ الضَبَابَ هُنَا فِي ( الأُولِيمْب ) ، ضَاقَ صَدْرُكَ ؛ صَدرِي مِن ثِقَل السُؤَال ، لِأَنَّنِي ما تَعَلَّمْتُ الآنَ كَيفَ أُجِيبُ الآلِهَة ، صَعَدْتُ صَخْرَةً قُربِي و قُلْتُ مُجِيبًا : أَشْعُرُ بِأَنَّنِي نُقْصَانٌ دَائِمٌ لَهَا ، بَحَثْتُ عَنْهَا فِي كُلِّ الجِهَات ، نَادَيتُ المَاضِي البَعِيدِ أَن تَعَالَ قَبْلَ الغَد ، و اقْتَرِب مِنَ أَمْسِكَ أَكْثَرَ ، لِتَعْرِفَ بِأنَكَ نِصْفٌ بِرُوحِك ، و نِصْفٌ يَنْقُصُكَ كَثِيرًا ، كَي يَكْتَمِلَ المَشْهَدُ فِيكَ ، و هُوَ بِصَمْتِكَ يُنَادِيك : تَمَهَلَ يَا هَذَا سَتَأتِيكَ قُربَ النَبْعِ ، فَانْتَظِرهَا هُنَاك ، و ارفَع سَقْفَ السَمَاءِ فِي يَدَيكَ ، و انْتَظِرهَا مَعَ الأَمَلِ يَشْتَاقُ العِنَاق .
سامي يعقوب . / فلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق