"رثاء لروحي"
في رحى السديمِ تاهت خُطايَ،
نزفتُ وجعي على صخورِ الغيابْ،
وأودعتُ ظلِّي لمهبِّ الوجعْ.
سافرتُ بلا خريطةٍ، بلا جهةٍ،
بلا نجمٍ يهديني لمرفأٍ
غيرَ هذا الضياعْ.
حملتُ جنازتي وحدي،
سِرتُ بيني وبينَ سرابي،
أُطعمُ روحي لوحوشِ السؤالْ،
وأعجنُ عمري بغبارِ السرابْ،
فلا الموتُ يرفعُني،
ولا الحياةُ تهوي بي نحوَ منتهاها.
كنتُ فكرةً ولم أصرْ جسداً،
كنتُ صراخاً عالقاً في حنجرةِ الألمْ،
وجهًا بلا ملامحْ،
وملامحَ بلا وجهْ،
وأسماءً ضلَّت أسماءَها
في زحامِ الفراغْ.
يا قبرَ روحي المشرَّعَ للريحْ،
خُذ ما تبقّى منِّي،
أو ردَّني لرَحِمِ الغيبِ
كما جئتُ نصفًا بلا نصفْ،
سرابًا بلا ماءْ،
وشبحًا يزاحمُ الأشباح.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق