الخميس، 22 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{ألا عودي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


 ألا عودي


ألا عودي فقدْ تعِبتْ جهودي
وضاق العيشُ في وسَط الجُمودِ
بكى الإبداعُ في وطني سنيناً
وسالَ الدّمعُ منْ فوْقِ الخُـــدودِ
وطلّقَتِ المــــــدارسُ كلَّ نهْجٍ
يفكّرُ في الخـــلاصِ من القُـــيودِ
فعــــودي يا منارَ الفكرِ عودي
وجودي بالحضارة في الوجـــودِ
أحبّ السّيرَ نحْوَ الشّرقِ فجْراً
وفوْق عَمامتي مــجْدُ الجـدودِ

أفتّشُ عن خيالكِ في خيالي
وأسألُ عنك مَنْ سَهروا اللّيــالي
ذهبتِ ولمْ تعُودي منْذ عهدٍ
تكـــــلّل بالرّفيع من الخـــصال
وكنتِ منَ العذارى في عُصورٍ
لكِ الشّــــــعراءُ غنّوا بالجـــمالِ
رموْكِ بعُقْمِ فهْمكِ كانَ جهْلاً
وساموكِ المـــهانةَ في الفــــعالِ
وأنتِ من البهاءِ أراكِ شمْساً
أشعّتُها استـقرّتْ في خَيـالي

لساني لمْ يَعُدْ يجدُ الرّفيقا
وقد كرهَ الرّكاكةَ والنّهـــيقا
وذهْني طالهُ الإرهاقُ لمّا
أضاعَ الفــقْهَ وَافتَـــقدَ الرّفيقا
تعثّرَ في التّعلّمِ منْ زمانٍ
كأنّه في الكرى أضْحــى غَريقـا
وحوْلهُ في الورى أعجازُ نخلٍ
ولغوٌ في الشّــــفاهِ غدا نَقـــيقا
فيا لغةَ العــــــــروبة أين أنت
فنحن اليوم أصبـــــــحنا رقيـــقا

طغى التّدليسُ وانتشرَ البغاءُ
ومنْ رَحِمِ الغـــــباءِ أتى الشّقاءُ
تعثّر كلّ ذي رأيٍ وفــــــهمٍ
وفي أحشائنا انتــــــحر الوفاءُ
نفـــــكّرُ في التّآمرِ كالأفاعي
وسمُّ الغدرِ ليـــــسَ لهُ دواءُ
تغوّلت السّياسة في بــــلادي
وثار الجنس فانتـــفض النّساء
وزغردتِ الرّذيلةُ في بيوتٍ
بها الأخلاق طلّــــــقها الحياءُ

دعوني بالغباوة أستـــــــعينُ
فمثلي يستـــعينُ ولا يـــــعينُ
أقبّلُ في الرّؤوسِ مع الأيادي
لأنّي في الورى عبدٌ هَجــــــــيـــنُ
وصرتُ إذا أصابتني خــــطوبٌ
شعرتُ بأنّني بشـــــرٌ لعـــــــينُ
وما ذنبي سوى أنّى أصيلٌ
وأنّـــــي بالتّـــــــلاعب لا أدينُ
ألا عودي إلى وطني فإنّي
بحرفكِ في المعارفِ أستـــــعينُ

طُموحي بينكمْ أضحى أسيرا
وشعري عندكمْ أمــــسى شعيرا
تريدون الرّعاع ولستُ منهمْ
لأنّي ما استطعتُ بأنْ أصــــــيرا
رفضتُ المدحَ في نظمي انتهازاً
وفي خلدي أحاولُ أنْ أطـــــيرا
أفتّشُ في الحروفِ عنِ المعاني
وأرسمُ ما أراهُ لنا مصــــــيرا
وأعلمُ أنّني عبدٌ ضعيفٌ
وعبد الله من ملكَ الضّـــــــميرا

رغيفُ الشّعرِ يخبزُ للعبادِ
ليدفعَ بالعــــقولِ إلى الرّشادِ
يغذّي الطّامحينَ إلى ارتقاء
بنظم تستجــــيب له الأيادي
ويسقي أنفسا بزلال مــــاءف
فتـــــــشربه القرائح كالجياد
فتزهر حينها الأفـــــكار فقها
يداوي من أصــــيب من العــــــباد
وإن نحن اعتبرنا الشّعر رجسا
سنــــغرق في الهراء وفي الفساد

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات: