" بئرٌ من التِيه "
هائمٌ في مَدينةٍ من خرَاب
أبحثُ عن أدمُعِي
و طلاسِمَ الأماني
مُقفلةٌ مُبهمةٌ كلّ عتمَات الخطاوي
يبتلِع ناظريّ ظلامٌ غمسُه التّيه
تتعرّج بينَ أروِقة الخيَام خُطواتي
و مِنجلُ صمُودي ما حصَد سِوى السّراب
أفرّ من وحشِ الفجِيعة
لأزقّة ملؤها الخرَاب
و أكواماً من طلَلٍ و بقايَا أشلاء
لا ضوءَ و لا بصيصَ و بُقعة نُور
أقِفُ و أربعيني
نُراقِبُ غِربان المدينة
تنفُخ أبواقَ الموتِ ليلاً و نهاراً
مُذ اغتيلَت البلابِل مع أطفالِي غدراً
ما شدا فرحُ على أسوارِ بلادِي
أمضِي بنا لبقايَا داري و جِواري
هُناكَ تنعَى الجُدرانَ ظلالَ بعضها
ويصفِرُ بينها عويلٌ بطوُننا الجائعة
أسقُط في قاعِ ظلّي بِي
أبكِي نورَ الشّمس
أبحثُ عن دمعِي
أنعيِ شقائقَ نُعمانِي
و أهَدهِدُ خيبَاتِي
ليتهَا حمائمُ السَّلامِ تُكفكِفُ بعضَ مابِي
ليتني وفّرتُ لهذِي النوائبِ دمعَاتي
و من بياضِ الحيَاة قديماً
سقيتُ صبراً حدائقِي
لكنّهم أحرَقُوا مُبكّراً أنامِل أطفالِي
نزفُوا دماً على أكتافِي
يومَ احتجتُهم
بِدمعٍ سخيٍّ ذرفتُهم فرطَ اشتياقِي
#سمرا
سمر الكرد ..
غزّة .. فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق