السبت، 17 مايو 2025

نص نثري تحت عنوان{{لغز}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{رنا أبوهولا}}


لغز ..
ضيف جميل المحضر.. قبيح المخبر .. سلس الوصول مميت العقول..  مجيب السؤال ..  لبق الحال.. لا يسيء بلفظ ولا يعكر بال.. 
ان سألته عن الحال أجاب بشكري في الحال.. وان حدث وشتمته بكلام، فبكل لباقة يعتذر عما سمع بسلام .. وإن سألته إن ما كان يعرفني أو سمع عني وباسمي، فيسارع بتقديري ورفع شأني، وكأنه يعرفني أكثر من أمي..
سريع الطلب ... ليس عليه لوم ولا عتب.. يجيب السائل.. ويعرفنا بالقائل، ويكتب عنا التعبير والإنشاء ويحل لنا المسائل ..
ينقذنا في المواقف الحرجة ، ويسندنا وقت الحاجة، ويمنحنا درجات علمية وشهادات جامعية دون تعب و بكل سهولة وسذاجة. 

لكنه بالواقع محتال مغرور.. يغيب العقول ويدلي على القلوب السدول.. يعمي البصر ويعلم الجهل الأمَرّ.. 
ان استمر الحال كما الان بل واكثر لا مجال .. سنجد أنفسنا بعد أعوام .. لا نجيد ردا على سؤال.. ولا نعرف سوى القيل والقال، حتى القراءة والكتابة ستلغى من قواميسنا في الحال.
سنعود إلى العصر الحجري بقالب حضاري.. ستصيبنا الكآبة ان فارقنا بلآمة، سنجد أنفسنا فرادى، لا صديق ولا رفيق ولا حتى عبادة.
سنصبح نسخا آلية.. سنصبح عبيد الآلة. 

فسحقا لمن أدخل الفساد عن سابق تصميم وسبق إرادة.

بقلم: أ. رنا أبوهولا/فلسطين 

ليست هناك تعليقات: