الأربعاء، 28 مايو 2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{على قمة ورقه}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{صفوت أكرم الصادق}}


قصة قصيره بعنوان
- على قمة ورقه -
كثيراً ماكان يشعر بالزهو كلما انتهى من كتابة قصة جديدة او نص جميل كانت تلك قمة السعادة عنده. فالقمة في مخيلته تبدأ عند اعلى سطر في اول الورقة  ولاتنحدر به السطور ففعل الكتابة عنده أرتقاء لاإنحدار فيه . لكنه اليوم يشعر  بإنقباض في صدره يشعر برغبة عارمة في أن يمارس هوايته القديمة في الرسم قبل ان يتحول الى الكتابة ويتربع على عرش مفرداتها  تناول ورقة بيضاء بلون الثلج الذي يكسو مساءات هذا الشتاء وعلى جانبٍ منها رسم معطفا ًكبيرا وأطفالاً صغاراً يحاولون دخول هذا المعطف
 والثلج يتساقطُ فوق اجسادهم الهزيلة صور اطفال الحروب واللجوء تمر امام عينيه في مشهد أليم بين المطر والبرد والثلج وبرك الوحل
 وعلى الجانب الآخر من الورقةِ رسم محرقة كبيرةً وزهوراً وجذوع نخل وشجرة زيتون وحروفاً وكلمات تتساقط في جحيم المحرقة  .
وكأن يداً عملاقة تلقي بها الى تلك النار المُستعرةِ لتلتهم الزهر والنخل والزيتون وكل الكلمات الرخيصة الكاذبة من احاديث الوعود والتنديد والشفقة لما يعانيه الاطفال على الجانب الاخر من الورقه 
وفي الوسط قلمٌ مشطورٌ الى نصفين يحاول احد الاطفال ان يتكأ على جزء منه حتى يدخل المعطف والجزء الاخر كأنه صراط فوق المحرقة تسقط من فوقه الكلمات المنافقة .
وهنا توقفت يدهُ عن الرسم ماذا يريدُ من القلم ؟!
ولأول مرة يشعر انه يسقط وأن القمة التي تبلغها نشوته تبدو هنا وكأنها انحدار
هل يمكن لقلمه ان يُدخِلَ الاطفال الى المعطف.
 ام سيحرق الكلمات المنافقة 
هل يمكن للقلم ان يطفئ المحرقه .
ربما......
في النهاية هو قلم ولكنه ربما يرسم معطفاً.
ً وربما يُشعِلُ محرقه.
ربما يمكن ان يتربع بقلمه على قمة القلوب والأحاسيس .
ولكن نفسه المتصاعدة لم تبلغ قمة الرضا
يشعر أن الخذلان انحدار وسقوط 
القمةُ هنا أن يسترد وجوده ان يبلغ قمة انسانيته 
توكئ على قلمه بوجع العاجز ونهض .
أشعل سيجارته وسحب نفساً عميقاً ونفث دخانه الكثيف في اجواء غرفته وغادرها
صعد الى الطابق الأعلى  ووقف في شرفة صغيرة
تطل على فضاء فسيح وتلال ووديان 
تنهد... عاد وحمل اوراقه وأقلامه وخرج
وقرر ان يشتري معطفاً ومدفأه وخيمة لاجئين 

-صفوت أكرم الصادق-

       الأردن 

ليست هناك تعليقات: