الأربعاء، 14 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{ مِنْ عِطْرِها أتَنَفَّسُ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


 مِنْ عِطْرِها أتَنَفَّسُ


حَرْفي بِشَقْشَقَةِ الطيورِ تَفَطّرا
إذْ كانَ حُبّاً في الحَياةِ مُـــــــقَدَّرا
أَمْسى لَهيبُ الشَّوْقِ في كَبِدي لَظى
واجْتاحني أَملٌ بِغَيْثِهِ أمْطرا
والقَلْبُ مِنْ شَوْقِ الطُّموحِ رَجاؤُهُ
فاقَ النّبوعَ بَما ارْتقى فَتَحَيّرا
عَجباً لِقَلبي ما رأَيْتُــــــهُ راغِبا
حَتّى وجَدْتُهُ بالغِناءِ تَعَطَّــــرا
وَإِذا البيانُ أَتى السُّطورَ مُشَعْشِعاً
نَطقَ اللّسانُ كما يَشاءُ وعَبّرا

يا منْ عليهِ بِحُرْقتي أَتَكَلَّمُ
وَرحى الحُروف بِلَوْعَتي تَتَحَــــــكَّمُ
إنْ لُمْتُ شَوْقَ الحُبِّ فيكِ أَجابَني
إنَّ الحَبيبَ بهِ الحبيبُ مُتَيَّمُ
رسَمتْ حروفي ما أراهُ بِمُقْلَتي
والحِسُّ بَوْصلَةٌ بها أتَعَلّمُ
فالحبُّ والعِشْقُ النّبيلُ كِلاهُما
صِدْقٌ بِهِ البَشَرُالصَّدوقُ سَيُرْحَمُ
للهِ درُّكِ كَيْفَ صِرْتُ مُتَيَّماً
 كالريحِ في فَصْلِ الشّتاءِ تُدَمْدِمُ

يا أحْرُفاً منْ عِطْرِها أتَنَفَّسُ
حُبّي علَيكِ منَ الهَوى يَتَجَسَّــسُ
بِكِ خافِقُ الصَّدْرِ اطْمَأنَّ لِنَبْضِهِ
نَبْضٌ بهِ القِيَمُ الحِسانُ تُدَرَّسُ
لَمْ أدْرِ كيْفَ هَوَيْتُها بِجَوارِحي
إنَّ الحروفَ بها المُنى تَتَنَفّسُ
واللهُ يَعْلَمُ كمْ فُتِنْتُ بِحُسْنِها
وَبِسِحْرِها في كُلِّ فَصْلٍ مَلْبَسُ
ما كانَ قَلْبي في الوِدادِ لِغيْرِها
وهيَ التي بِهَوى المَحَبَّةِ تُؤْنِسُ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات: