الثلاثاء، 20 مايو 2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{الوهم}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{فيتوري العبيدي}}


 اقصوصة 

بقلمي /فيتوري العبيدي 
من كتاب الخريف والبيادق 
[الوهم] 
استغرق بزوغ الفجر وقتاًطويلاً ...... 
لسعة الجوع القارصة فرضت نفسها عليه بكل جموحِ القوةِ والعنفوانِ...... 
فتح عينيه المتعبتين من جراء صيد البارحة !!!
حيث عاد خاليَ الوفاض, رجع بخفي حنين ..... 
فالكلاب منعته من التسلل [ للزريبة ]  كلاب البتبول الشرسة لم تفتأ تنبح بكل  قوة حتى خرج الزبد من افواهها !!!! والبخار المتصاعد في جوف الليل من حناجرها لينبيء بهول المصيبة !! صفعته اشعة الشمس في عينيه ؛رفع رأسه ولم [ يرفع عقيرته بعوائه ] المعهود خوفاًمن كلاب الحراسة....... 
سار عبر الاحراش المتشابكة؛وشجر [السلوف] المتشابك ذي الرؤوس الحادة والتي تدمي كل من يقترب منها بلا رحمة ....... 
أجتاحته نوبة من الغضب المكبوت، اعتصره الألم المفرط من جراء الجوعِ أمعاؤه تقرقع بكل قوة !!! 
صعد السفح المنزلق والذي بعده سيشرف على جنبات  الوادي المتشابك بشجر [ البطوم والشبرق والزهيرا] ....هرول بكل بوة ناحية القمة .... القمة هي كل شيء بالنسبة إليه فالكل يريد القمة ، ليصبح الجميع تحت بصره النافذ ..... 
لم يكد يصل إلا بشق الأنفس[ فمن طلب العُلا صعد الجبالِ ] وليس بسهر الليالي ؛سهر ليلته البارحة فكادت كلاب البتبول ان تقطعه إرباً إرباً ..... 
ياللهول مااصعب الصعود  
للأعلى .... 
[فمن هاب صعود الجبال 
بات دوماً بين الحفر ] 
لم يتبقَ إلا القليل ونصلُ للقمة ، للأعالي، للهواء العليل .... 
اخيراً وصل للصفاة] الحجرية ، كانت في زمن الحصاد [ مخزناً للسنابل الذهبية..... 
صعد بكل العنفوان الموجود في أحشائه ... 
في عروقه .... 
في دمائه .... 
وصل بعد سباق مع الزمن والجوع القاتل !!!!
تنفس الصعداء ..... 
تنفس هواء لم يدري ماكنهه !!
رائحة جميلة تنبعث من الصفاة، رائحة قلبت موازين قلبه المفؤود بالجوع والعطش!!!
اكتحلت عيناه لمرأى لم يراه منذ سنين، [ بيضاء تسر الناظرين، مسجلة على تلك الرقعة الحجرية اذابت منها الشمس شيئاً من الدهن الأبيض الطري 
أغمض إحدى عينيه المشبعتين بالشعر الأسود الكثيف ، فتحها واغمض الأخرى. ..... نعم [ إلية]خروف بيضاء عبق بها المكان ، جرى ناحيتها ثم توقف ، خرج لسانه منه عنوة رغماًعنه تشممها بمنخريه ، غازلها بملء جوانحه ، ابتسم من مقلتيه المتعبتين ، لم يكن هناك أحدٌ في الأنحاء  
تبوس ظهره متأهباً للسفر بها .... لقمة سائغة في يوم قائظ ..... 
تشممها بكل جوارحه ، تخيلها عروس في ليلة مخملية ..... 
سقط لعابه اللزج على جانبي فمه .... 
أخيراً ابتعد رغماً عنه 
 فالبياض من اللجين قد يكون موتاً وسماً زعافاً 
حدثها قائلا : 
*[ والله مانك بِلا بَلِية *يالية ]// اللية /هي إلية الخروف تكون صبغ للآكلين 
---انتهت 
*مثل يُقال لخداع الأشياء المزيفة والتي تكون فخاً قاتلاً]

ليست هناك تعليقات: