و ما للمحبة
أنت تديم
و ما للمحبة أنت تديمُ ــــــ تعادي محبا و لست تقيمُ
و ما بيننا الخلف قل لي إلام ـــــ علام يقام الجدال العقيمُ
عساك بخير فكيف التعافي ـــــ يرد إليك و أنت سقيمُ
تركت الحقيقة تيها وراء ـــــ السراب يُرى لاهثا من يهيمُ
مقيت التعالي و يدري الذي في ـــ الأعالي فكيف يهب النسيمُ
*****
لماذا يصافى العدو الذميم ـــــ و منك يجافى الولي الحميمُ
نعيم الهوى قد تركت و ما قد ـــــ علمت فكيف يكون الجحيمُ
و عندي فدنياك كانت عروسا ـــــ و صوت التي أشتهيها رخيمُ
و ينقص ما تم كيف التباهي ـــــ يحق و ما فيك شيء تميمُ
و لم أمتلك في المقام المقال ـــــ و كم غر قلبي القوام القويمُ
******
تخص المحبة قوما كراما ـــــ و خير المحبة دوما عميمُ
أداوي و بالحكمة العاشقين ـــــ و نفسا فطبْ لو أتاك الحكيمُ
يلاقي بتلك المهام الجسام ـــ خطوبا و خطب التنائي جسيمُ
كما كان ما عاد منك مباحا ــــ و صارت حراما علي الحريمُ
حملت القساوة فظا غليظا ـــــ إليه و رب العباد رحيمُ
بخلت عليه مرارا بوصل ـــــ و مولاه من أنت تقلي كريمُ
******
يجيء الهوى فيزيد اخضرارا ـــــ و في نبضه جنة و نعيمُ
يزيد احمرارا فحين يحب ـــــ و يهفو و قلب المحب سليمُ
و فوق الصراط فلما يقيم ـــــ خطاه يُرى نهجه المستقيمُ
يعيش و ليس يطيق انكسارا ـــــ و يبلى و بعد الممات رميمُ
اذا النار شبت فلا يستطيع ــــ فما عندها ان يرد الهشيمُ
و ينأى و عنه الذي لا يديم ـــــ شروط المحبة حتى الأديمُ
*****
و من دون غيث تجيء و تجري ــ رعودا فلا يحتوينا الهزيمُ
و مهما فعلت فلست تقيم ــــ إذا للمحبة لست تديمُ
إليك حملت الهوى أجديد ــــ لديك كما تدعي أم قديمُ
و فيها قصيدة حبي المعاني ــــ يُرى طلعها في المباني هضيمُ
بلغت صميم الفؤاد فكيف ــــ و بعد التغلغل يبقى الصميمُ
خطيئة حبي جنيت و تلك ــــ الخطايا فما تاب منها الغشيمُ
******
و إني المحب الحليم و يدري ـــــ فما فيَّ يسري الإله العليمُ
و كم مغنما في الغرام تنال ــــ و لي في الهوى مغرم و غريمُ
إذا ما تقيم الليالي صراطا ـــ يمر الكريم و يهوى اللئيمُ
يروم المحب المعالي لريم ــــ يغني و ليس كثيرا يريمُ
و من شفه لا يرد كَلاما ــــ و ليس يطيق كِلاما كليمُ
على الأرض كل السموات لما ــــ هزيما لها الرعد يبدي تغيمُ
*****
تركت بلادي عليها طلولا ــــ إليها العوافي يرد السديمُ و لست تبالي بما صاغه و ــــ من الشعر ما قيل در نظيمُ
على ما لديه من الحسن زهوا ــ من الغير دوما يحابى الوسيمُ
ملاكا بسلواك كنت زللت ــــ و شيطان بلواك فيك رجيمُ
و صرت عديم الشعور فكيف ــــ يحل بهذا الوجود عديمُ
أراك و للبدر ما زلت تقلي ـــــ هواك من الآن ليل بهيمُ
*****
أراك و للشمس ما زلت تقلي ــــ هنا ظالم و هناك ظليمُ
بفقد له كم أراني يتيما ــــ و مثلي لشكواه بث اليتيمُ
بخلع فقد جئته ما علمت ــــ متى يتردى المليك العظيمُ
قتلت زعيما به مرتين ــــ و جاء من البعث هذا الزعيمُ
و تشفي غليل العدو فحين ــــ يشف المحب المصاب الأليمُ
و حزن المحب عظيم أتاك ــــ و للغيض يكظم و هْو كظيمُ
*****
لقد صرت للخائنين خصيما ــ و تجري الخصام و أنت الخصيمُ
و لي سيدا كنت لا يرعوي لا ــــ اخون و عبد أنا و خديمُ
أتيت مدارا و دارا تركت ــــ هنا رقمها و هناك الرقيمُ
وما عدت تلك القوافي توافي ـ على الفهم دوما يجازى الفهيمُ
و لا يستحب إذا ما تجيء ـــــ و في سكرة أن يجافى النديمُ
و ظلما تراعي يريع الظلام ــــ و مرتعه في الليالي وخيمُ
******
طنجة في 12ماي 2025
قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق