أَنظِم حُروفك حَرّك الأَشجَانَا
لِتُدَاعَبَ الْأَرْوَاحَ وَالوِجدَانَا
وَدَعِ الجَوَانِحَ تَستَقِيهِ مَلَاحَةً
لَاعِب لَنَا الإِيْقَاعَ وَالأَلحَانَا
وَاكسِ القَرِيض بَلَاغَةً وَفَصَاحَةً
وَاستَنبت الأَزهَارَ وَالأَغصَانَا
وَابْنِ الخَيَالَ المَحضِ شِعرًا مُشرِقًا
يَجلُو الحَقَائِقَ يُرشِدُ الحَيرَانَا
وَاسقِيهِ مِن نَبعِ الفَضَائِل والهُدى
صِوَراً حَسَاناً تَبعَثُ الإِيمَانَا
وَاسكُب نَسَائمهُ لِتَنشُر رِيحهَا
كَالرَّوضِ يَنثُر زَهرهُ الرَّيحانَا
وَاترُك بَناتَ الفِكرِ تُبدِعُ بِالرّؤى
تَذروهُ فِينَا عَوَاطِفاً وَحَنَانَا
وَنذُوب فِي وَصفٍ تَمَاهى روعةً
كَم يُطرِب اُلأَسمَاعَ لَو غَنَّانَا
وليعزف الألحَانَ فَنا مُترَفاً
يَروِي المَعَانِيَ نغمةً وبَيانَا
وَيصُوغُ فَلسَفَةَ الحَيَاة قَصِيدَةً
حكمَاً تُنِيرُ العَقلَ وَالأَذهَانَا
يَبقَى كنُورِ البَدر فِيْ غسقِ الدُّجَى
كَالشَّمسِ تشرِقُ بِالضِّيَاءِ زَمَانَا
كَالعِطرِتَنثُرُهُ الزُّهورُ بِعِطرِهَا
كَالفَجرِ يَبسُم ضَاحِكاً نَشوَانَا
يَسمُو بِدنَياَنا وَ فِي أَفيَائِه
روحا طهورا مُشرِقاً فَتَّانَا
وَيَفُوحُ بِالحُبّ العَفِيف إِذَا ارتَقى
عَن شَهوَةِ الأَبدَانِ صَانَ مَكَانَا
يَشدُو بِرَوعَتهِ كَعَصفُورٍ شَدَا
أَلقاً يُغرّدُ بِالتّقَى أَلوَانَا
مَا الشعْر اِلَّا حكمةً وَفَضِيلَةً
فِي حَرفِهِ الرَّقرَاق نُورُ دُجَانَا
فَاحَفظ بيَانك من غيابَات الرَّدَى
فَلَكَم حرُوف عَانَقَت أَكفَانَا
يَابْن البَلاغةِ كُن وَحَرفكَ. آيَةً
ودعِ القَرِيضَ يُلامِسُ الوِجدَانَا
بِقلمِي عَبدَالحَبيب مُحَمَّدْ
ابوخطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق