سيّدة الروح
لن أرسم هذه المرّة بقلم الرّصاص
سأرسمها إمرأة جائعة شعثاء
نخلة واقفة رغم العطش
لا تأكل من إنحناء ثديّها
عازفة على أوتار اللبلاب
تنشد قوافي قاسمية
العين ترقبها والروح بها تتباهى
يا إمرأة المجد والعزم
أيا ناقة تقود قافلة
تاهت في صحراء كفيفة
إنّي رأيت في وجهك النّحيل الرّبيع
أبصرت العناد يُغذّي الجوع
الكبرياء تسقي العطش والشّعر
لمحتك سيّدة القنا والمرارة
طعم شفتيك مرّا
شوك جسدك إبرا تخيط رقع تاريخ
تُزوّق عقارب ساعتنا المشوّهة
تلبس تاجّا من الزيتون
تتقلّد صولجان العذرية رغم الدّماء
يا إمرأة لا تستنسخ العُهر والإنكسار
يا إمرأة لا يشيخ فيها السّيف ولا يرقص
لا حضن يشبه حضنك
تخبّئين تحت قدميك الطّهارة من الذّل
متّسع من المجال والكيد
يا إمرأة سكنت الفؤاد واللغة
فريدا هو حزنك وفرحك
لا أحد ينكر اليوم إسمك
أيا دهشة الأحباب والغرباء
غريبة أنت في كلّ شيء
لا تشبهين الرّجال والنّساء
لا تُشبيهين القمر أو الشمس
زيتونة أنت كلّما نحلت لمع كبريائك
بنعمة أحرارها تُحدّث التاريخ
لا يستحيّ عذريتها تاجرا أو نخّاسا .
حاتم بوبكر
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق