رأيت الطّفل
لماذا الطّفلُ في وطن العربْ
يُعنّفُ بالسّياطِ ويُغــــــــــتصَبْ
لماذا نجهلُ التّقويمَ جـــــهلاً
تجاوز غيّــــــــــهُ أدنى الرّتبْ
مدارسُنا ستفلسُ في بلادي
وأمّتنا سينخُرها الشّـــــــــغبْ
وليس لنا على الإطلاق حلٌّ
لأنّ الشّعـــــبَ زوّرَ وانتخبْ
يقولُ لي الضّباعُ غذا سَنرْقى
ولا علمٌ هُـــــــــناكَ ولا أدبْ
قلوبُ النّاس غلّفــــــها النّفاقُ
فأصـــبحَ في التّعامل لا يطاقُ
نُغالطُ في الحقائقِ ليـــسَ إلاّ
وفي أوساطنا انتشـــــرَ النّفاقُ
أنوحُ على البلادِ ومنْ عليها
وحالُ النّاسِ يَعْــــكسهُ السّياقُ
وما زالتْ مُعاناةُ الأهالي
وما زال التّآمرُ والشّــــــقاقُ
كأنّ نفوسَنا قَبلـــــتْ بِذلٍّ
لأنّ الشعبَ مُجـــــتمعٌ معاقُ
تعبتُ منَ الكتابةِ في الظّلامِ
وضقتُ من السّـــــماعِ إلى اللّئامِ
يئنُّ الصّدرُ من وجَعِ القوافي
بأحرُفِ نكْسةٍ سكــــنتْ عظامي
وفي نظمي أصارعُ كلّ ليلٍ
قُبيلَ توجُّــــــهي صـــوبَ المنامِ
فما في العيش أقبحُ من نظامٍ
بسوطِ القمعِ يَسْحَلُ في الأنامِ
وحظّي كان سلـــــسلةً وَقيْداً
وحبساً في السّــوادِ من الظّـــلامِ
تعبتُ منَ التّسكّعِ في الدّروبِ
أجولُ من الشّروقِ إلى الغروبِ
أعدّدُ في النّوائــــب والمآسي
وأحْصي ما اقترفْتُ من الذّنوب
وَحولي فتيةٌ شربوا حَــــشيشا
وزادوا شُربَ هلْوسةِ الحُــــبوبِ
وفيهم نسوةٌ يَشربْنَ خَـــــمراً
وغايتُــــــــهُنّ دَغدغة القلوبِ
فيا رحمان بالإفراج عـــجّلْ
فأنت الله علاّم الغــــــــــيوبِ
بكيتُ مع النّساءِ على الرّجالِ
بكاءً قد ترسّخ في خــــــــــيالي
بربّك هل ســـلوت فإنّ قلبي
تعــطّل في الجواب عن السّؤالِ
أتتني بالمصائب بنت جهلٍ
يسابقُ جرْيها خـــــــــــببُ اللّيالي
وبالمكروه في الأفعال جاءت
فأنّثتِ الكــــــــــثيرَ من الرّجالِ
وأقبحُ ما رأيته في حـــــياتي
تزاحمنا على لحــــــــس النّعالِ
أيا أهل الثّـــــقافة في بلادي
أراكم في التّــــــــحرّك كالجمادِ
تريدون النّـــهوض بغير علمٍ
ولا فقهٍ يُعـــــــــينُ على الرّشادِ
وهذا أخــــــطرُ الأوهامِ شرّاً
على شعبٍ تشبّعَ بالــــــــــفسادِ
وما لم نصلحِ الأعطابَ فينا
سنغرقُ كالـــــضّفادعِ في الكسادِ
وكيف سنستطيعُ بلوغ شأوٍ
تباعد بالجــــــمود عن الأيادي
علينا أن نعود إلى الصّواب
فنحن اليوم أشــــــــــبهُ بالكلابِ
نفتّشُ في المزابل والمجاري
وننـــبحُ في الظّلام على الذّئابِ
أبتْ عينايَ رؤيةَ ما نُعاني
من الظّلم المُـــحرّمِ في الكتابِ
فقمت مناديا بلــسان حالي
وملتمسا مراجعة الحـــــسابِ
عساكم تسمعون صراخ شيخ
تقلّب في الفــــظيع من العذابِ
رأيتُ الطّفل يمسحُ في الحذاءِ
وقد تعب الصّغير مــن العناءِ
يفتّش في الشّوارع عن زبون
ويسرع في الخطى عند النّداءِ
تشرّد مثل غــــــيره في بلاد
بها الإفساد صـــــعّد في البغاءِ
وإنّ الظّـــــــلم للأطفال عار
وكارثة ستعــــــــصف بالبلاءِ
إذا الأطفال في الوطن استهينوا
تراجعت العقول إلى الوراءِ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق