عرفتُ الهوى ..
عرفتُ الهوى من بعد ما كنت خاليَا
ولوعة حبٍّ أسهرتني اللّياليَا
دعوني فقد شطّتْ ديارُ أحبّتي
ووجدٌ براني يجعل الجسمَ واهيَا
ويفضحني في الحبِّ حرفٌ أصوغهُ
فَهَلْ باتَ من أحيا الحشاشة داريَا
وأضمرُ في الأحشاء منهمْ توجّعًا
أأشفى وظنَي أنّهُ لا تلاقيَا ..
ويحملني شوقٌ إليهُمْ يطيرُ بي
كخيلٍ.. بها أطوي المدى المتراميَا
نظرتُ إلى الآفاقِ تزهو نجومها
وناجيتُ فيها بدرها والدّراريَا
وبتُّ أناجي الليل والقلب يشتكي
إلى أن أتى طيفُ الضّياء موافيَا
خيالٌ على بعد المزار ألمَّ بي
ونبض الفؤاد اختلّ ممّا اعترانيَا
فقلتُ أيا طيفَ الحبيبِ أسرتني
وأيقظتَني للحبّ ..إذْ كُنْتُ غافيَا
وأقسمُ أنّي في هواك متيَّمٌ
وجرحٌ بقلبي .. ينزف اليومَ قانيَا
هوى يعتريني قدْ تملّكَ أضلعي
يضيء بأعماقي ويبرق صافيَا
إلهي كأنّ الحبّ غيّرَ واقعي
فَحتّى بطاح الأرض رقّتْ حواشيَا
وأمواج نورٍ تغمر السّهلَ والرّبا
وحولي حمام الأيكِ يصدحُ شاديَا
ويسري نسيمٌ قدْ تضوّع عطرهُ
وقطر النّدى يكسُو الزّهور لآليَا
أيا من نأيتم والخيال يزورني
نظمت حروفي في هواكم قوافيَا
رفا رفيقة الأشعل
(تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق