الاثنين، 5 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{وأظلمَ دهرٌ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


وأظلمَ دهرٌ .. 
أ غ ز ةُ  قلبي إليك وثَبْ
من القهر دمعي همى وانسكَبْ

تناديك روحي .. تذوبُ  أسًى
ففي قلبك الغضّ شبّ اللَهَبْ 

وأظلمَ دهرٌ عليكِ قسَا
والقى عليكِ الأسى والكرَبْ 

فحال جمال زهور الرّبا
وأذوى الرّدى سحرهنّ العجَبْ

وشدو البلابلِ صارَ صدى
وأخرس نوحٌ لحونَ الطّرَبْ

ويسمعنا الليلُ هول قلوبٍ
تعبّ كؤوسَ الفنا والعطَبْ

ونوح  اليتامى على أمَهاتٍ 
يمور يثير البّكَا والوصَبْ

وأشباح موتٍ تجوبُ البَراري
دم الأبرياء هناك شخَبْ

بدمعة غيمٍ بكتك السّما
وتهمي دموع الدّراري شُهُبْ

 أ غَ ز ةُ خطبكِ نارٌ بقلبي
وجرحُ الأسى في ضمير العرَبْ

زمانًا  صعدنَا إلى قمَمٍ
سمونا .. خلصنا (خلوص الذّهبْ)

وكانَ الجدودُ أسود الوغى
وكان لهم في الحروبِ الغلَبْ

وساروا حثيثًا  بدربِ العلا 
ونحنُ بوحلٍ تغوص الرّكَبْ
 
عدوّ ٌ يبيدُ .. ونحنُ ندينُ
وفوق المنابر نلقي الخُطَبْ

وبتنا نعبّ كؤوس هوانٍ
فهل نحنُ حقّا لهم ننتسبْ

وكم فتنةٍ مزّقتْ شملنا 
فصرنا شتاتًا وكم نحتربْ

ونهدمُ مجدًا بناهُ الجدودُ
 ويرقى سوانا ويعلو رُتَبْ

شعوبٌ تتوقُ لنيلِ العلا 
ونحنُ نتوقّ لبنتِ العنبْ

                 رفا الأشعل 
               على المتقارب

 

ليست هناك تعليقات: