الاثنين، 5 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{أمَا آنَ لكُم أن تَرحَلُوا}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمامي}}


 
أمَا آنَ لكُم أن تَرحَلُوا
***
أمَا آنَ لكُم أنْ تَرْحَلُوا
فَلمْ تَبْقَى الدّيَارُ لكُم وَلا الحُلم
 
زَرَعتُم فِي البَوَادِي ليْلَ حُزنٍ
وَسَقَيتُم كُل عِطرِ الأرْضِ بِالسُّم
 
نَقَضتُم عَهدَ أجدَادٍ كِرَامٍ
وَبِعتُم بِالشّقَاءِ صَدَى المَلاحِمِ
 
فَكَم شَدَدتُمُ الأصفَادَ فِينَا
وَكمْ بَعَثتُم جِرَاحًا فِي المَعَاصِمِ
 
وَلنَا فِي الجِرَاحِ عِنَادٌ
وفِي دَمعِ اليَتَامَى ألفُ قاسِم
 
تَشبَّثنَا بِظِلّ اللهِ صَبرًا
فَكانَ القَلبُ صَلدًا فوقَ قَائِم
 
تَأجَّجَ فِي القُلُوبِ صَدَى انتِفَاضٍ
يُنادِي...لا سُكُوتَ عَلى المَآثِم
 
إذا الشّعبُ انحَنَى يَومًا سَيَقُومُ
فمَوتُ الظلمِ مَولُودٌ بِعَازِم
 
ويَعلُو فَوقكُم صَوتُ الضّحَايَا
كَأنّ الحَشرَ يُبعَثُ مِن جَمَاجِم
 
فَلا تَتَوَهمُوا صَمتَ المَدَى
ففِي الأعْمَاقِ بُركَانُ المَلاحِم
 
وغدًا تُنسَى خِطابَاتُ الهَوَانِ
وَتُرجَمُ باللعَائِنِ والشتَائِم
 
سَيَعلمُ كُل طَاغِيّة مَصِيره
إذَا مَا الشّعبُ قَال: أنَا القَاسِم
 
فَلا مُلكٌ يَطولُ ولا حُكمٌ
إذَا مَا خَان عَهدُ الحَقّ حَاكِم
 
كَفَاكُم بَيعَ الأوطَان بِحِبرٍ
وتَخُطونَ السّيَادَةَ فِي التّزَاحُم
 
تُجَمّلونَ وَجْهَ القَيدِ زُورًا
وَفِيهِ شّعبٌ يَسْحَقُ كُل قَاسِم
 
فَلا خَوفَ عَلى وَطنٍ أبِيّ
تُدَافِعُ عَنهُ أرْوَاحُ الكِرَامِ
 
إذَا الشّعبُ استَكَانَ فَذَاكَ مَوتٌ
وإن نَهَضَ انتَصَرنَا رَغمَ كُل لَائِمٍ
 
وَفِي صَدرِ الجِرَاحِ يَظَلّ نُورٌ
يُقَاوِمُ كُل دَيجُورٍ وَظَالِم
 
وتُبعَثُ فِي الدّجَى نَارُ التَحَدّي
كَأنّ الصُبحَ مِن وَهجِ المَلاحِم
 
وإن جَارَ الزّمَانُ فَكمْ مِن شُمُوخٍ
يَعلمُ كَيفَ يَنهَضُ مِن هَزَائِم
 
إذَا سَكتَ الكَلامُ نَطقَت دِمَاءٌ
بِأنَّا لَا نُسَاوِمُ فِي المَظالِم
 
سَنَمضِي وَاليَقِينُ بِنَا دَلِيلُ
وَفِينَا نَارُ ثُوَّارُ القمَائِم
 
بَنَيتُم مِن وُعُودِ الوَهمِ قَصُورًا
وفِيها شُعُوبٌ تُسقَى كَـالمُدَامِ
 
وغدًا نَغدُو لكُم طُوفانَ قهرٍ
ونَكبّرُ فِي المَآذِنِ عزٌّ قَائِمٌ
***
بقلمي
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس
2025/05/05

 

ليست هناك تعليقات: