الثلاثاء، 6 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{في القلب عرشك}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


 في القلب عرشك ..

خيالٌ يشدّ الفؤادَ ويأسر 
وكمْ مرَّ في خاطري يتبخْتَرْ

خيالك .. في كلّ حينٍ يزورُ
وليلا يسهّدُ جفني فأسهرْ

وطيفك في كلّ حلمٍ أراهُ..
على كلّ دربٍ لعينيّ يظهرْ

وفي القلب عرشكَ والصّولجانُ
لك الحكمُ فيه وجيشٌ وعسكَرْ

أرى قصّةً جدّدتْ عهدَ قيسٍ
وعهدَ جميلٍ وأيّامَ وعنترْ

بآفاقِ روحي أضاء هواك
وكلّ سحابٍ توارى .. تبخّرْ

وكنتُ أجرّ ورائي وجودي
حياتي فراغٌ .. ولا شيء يذكرْ

فمزّقتَ عنّي كثيفَ ضبابٍ
وصرتَ الضياءَ به الطّرفُ أَبْصَرْ

فصارتْ حياتي وصار وجودي 
وكلّ الّذي تبصر العين يسحَرْ

ودنيا أراها كجنّاتِ عدنٍ
مروج ضياءٍ .. وأنهار كوثرْ

رياض وفيها الرّبا ضاحكات 
وفيها من السّحر ما لا يقدَّرْ

جمال النفوسِ إذا ما أحبّتْ 
يفيض على الكون .. يصبحُ أخضرْ

ودونَ هوًى عيشنا مثل وهمٍ 
فنمضي كأن لم نعشْ يومَ نقْبَرْ

ويسحرني فيك سرّ وقَارٍ
وأغرقُ في مقلتيكَ وأبحرْ

أحنّ إليك إذا غبتَ يومًا 
فيا ويح نفسي إذا غبت أكثرْ

أحنّ إلى لمسةٍ من يديكَ
إلى همساتٍ كما الخمرِ تسكرْ

وتغزو حروفي إذا ما كتبتُ 
فأهذي بحبّك ما بين أسطرْ

وكم طارَ في كلّ نجم خيالي 
بحبّ  صاغَ المعاني .. فأبهرْ

ففي الحبّ وحيٌ وهبَاتُ عطرٍ
بحبّك حرفي على السطر أزْهَرْ

وحرفي الصّغيرُ يرقّ و يصفو
ويستلهمُ الوحيَ منك  فيكبرْ

وكم في الهوى قد نظمت القوافي 
ورصّعتُ حرفي بدرٍّ وجوهرْ 

وما كنت أؤمن بالحبّ حتّى 
عرفت هوًى فاقَ مَا أَتصوَّرْ

كأنّ هواكَ هوًى سرمديّ..
يمرُّ الزّمانُ .. ولا يتغيَّرْ

هواك بقلبي كعذب الرّؤى  
وفيٌّ كلّ يومٍ أحبّكَ أكثرْ

               رفا الأشعل
              على المتقاربْ

ليست هناك تعليقات: