ربما الباب يراك ***
.............................
لم تكن فكرة،
ولا طيفًا،
ولا امرأة مشت من الذاكرة إلى الورق،
كانت اختلالًا في التوازن الطبيعي للعاشقين،
ظهرت فجأةً…
فاهتزّت اللغةُ وسعلت القصيدة.
حين أكتبها...
يمسك الحبر بأنفاسه،
وتتردد الأوراق قائلة:
"أهذا نص؟
أم أثرُ مخلوقٍ لا يمكن تسميته؟"
رأيتُها تضحك في فمي،
وتحشو فنجاني بنملٍ أخضر،
ثم تقول لي – بأسنانٍ من برتقالٍ ناطق:
"اشرب… هذا حُبٌّ مخلوطٌ بموسيقى منبطحة!"
هي التي
تمشي مكانا بلا مكان ...
وحين تراها،
تفقد الكلماتُ توازنها،
فأقعُ من الوقت
أعرفها؟
كيف؟
حين تقترب،
تبدو الأشياء بغرابةٍ لا تفسير لها:
وجهُ كرسيٍّ يمشي،
بابٌ يُغمض نفسه،
وفي الجدار...
يبدأ العبث داخل إطار لوحة.
مرّة،
وقفت على حافة وجودي وقالت:
"كلّ ما فيك… ليس لك."
فصدّقتها.
ونسيتُ نفسي
في قميصٍ لا أعرفه.
هي ليست ملاكًا،
بل شيءٌ
إن فُسِّر… فقدَ كل سلطته.
وإن سُكِتَ عنه… ابتلعك.
لم أغرم بها،
بل انسكبتُ منها.
صرتُ أثرًا على خدّ اللحظة،
كلما حاولت نسيانها
تتذكّرني الفراغات بين الحروف.
أحيانًا…
أسمع ظلّي يهمس:
"احذر…
إن فكّرت بها كثيرًا
ستصير أنتَ مجرّد استعارةٍ
تنظر من بعيد."
( محمد الحسيني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق