الحُبُّ في منطقةٍ محظورة – 5
"غزة في النبض"
أمامَ شاطئِ غزّة،
صوتُ أمواجٍ يكتبُ على الرّمال:
"أيّها الأحياءُ الذين تبحثون عن قصصِ حبٍّ في الأنقاض...
أنا بحرُ غزّة،
أحملُ في أمواجِي أسرارَ كلِّ العشّاق."
أسرارُ الفتى الذي يبحثُ عن حبيبته...
والفتاة التي تحملُ الوردةَ في علبةِ التونة.
كلاهما جاءَ إليّ في ليالٍ مختلفة.
هو جاءَ في اللّيلةِ الأولى...
وقف على الشاطئِ وقال:
"أيّها البحر، إن وصلتَ إليها،
قل لها إنّ غزّةَ تشتاقُ إليها."
هي جاءت في اللّيلةِ الثانية،
وقفت في نفس المكان وقالت:
"أيّها البحر، إذا وصلتَ إليه،
قل له إنّ قلبي لا يزال في غزّة."
أنا لا أحملُ رسائلَ الحبِّ عادةً،
لكنّ غزّةَ تُعلّمني أشياءً كثيرةً كلَّ يوم.
أنّ الحُبَّ هنا مختلفٌ،
لا يحتاجُ إلى زفاف...
يحتاج إلى صمود.
لا يحتاجُ إلى بيت...
يحتاج إلى ذاكرة.
لا يحتاجُ إلى مستقبل...
يحتاج إلى أمل.
وسأحملُ حبهما بكلّ أمواجي
إلى حضنِ الشواطئ،
لأحكي... لكلِّ العالم عن حبِّ غزّة.
وعندما تنتهي الحرب،
سأجمعهما على شاطئي،
وسأجعلُ الأمواجَ تعزف لهما
أنغام أسرارٍ لم تُكتب بعد.
( محمد الحسيني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق