الأحد، 1 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{هو جرحي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


هو جرحي ...!!
________
غَرِّبِي في عمقِ جُرحِي ...
و احذري منهُ قليلاً ، و اجعليهِ 
يَنزِفُ العشقَ كثيراً 
بعدَ حِينٍ قَبِّليهْ ...!
غرِّبِي فيهِ بعمقٍ 
أنتِ دوماً عَمِّقِيهْ ...
لِيَكُنْ جرحي ، كبحرٍ ، كعيونٍ 
هي عيناكِ ، وجفنٍ ، أنتِ فيهْ 
غرِّبِي  فيه رويداً  و اغمريه.
ثم روحي...
 شَرّقِي فيهِ كثيراُ 
في سماكِِ ، ومداكِ ، في مساكِ مثلَ بدرٍ احضنيهْ...
غرّبي ...
فيهِ دروبٌ تتلوَّى ...
 و وريدٌ 
يسألُ الأجفانَ عنكِ 
في مساءٍ وصباحٍ 
مثلَ فجرٍ مُقْمِرِ العينينِ سِحْرَاً 
مثلَ نورٍ ترجفُ فيهِ السَّواقي ...
بالمآقي ، ارشفِيهْ 
غرِّبِي عُمقاُ عميقاً 
حيثُ أنتِ ، حيثُ كُنتِ 
حيثُ تبقينَ بقلبي 
قمراً حُلوَّاً نَديَّاً 
مثلَ هاتيكَ السَّماءِ....
 تتِّكي صبحاً عَليكِ 
فتجنُّ  ، وتحِنُّ لمساءٍ 
رائعٍ حُلوٍّ  لذيذٍ 
فاكْتَريهْ ، و انشريهْ
غرِّبِي من خلفِ جُرحي 
من أمامٍ و وراءٍ 
مثلَ ظِلٍّ ، يسألُ الصبحَ جفوناً 
راحتِ الَّليلَ تُغنِّي 
و بهمسٍ فيكٍ حلوٍّ ...
 أنشدِيهْ... 
هوَ جُرحِي منكِ أجفانٌ ورمحٌ 
وسيوفٌ تجرحُ الأفقَ فيَدْمَى ...
و دِماهُ تشهقُ ...
في كلِّ روحٍ
و يزُخُّ مثلَ زخٍّ لشتاءٍ ، في عيونٍ ، أدفئيهْ...
غرِّبِي في عمقِ جُرحِي 
ثُمَّ كونِي مثلَ قمحٍ ، أو كملحٍ وبنارِ الشَّوقِ فيكِ ، أَلهبيهْ
جفنُ عينيكِ نزيفِي 
آهِ ما أحلى نزيفاً 
يشعلُ النارَ بقلبي ، مثلَ خمرٍ 
بجرارٍ عَتِّقيهِ ، واشربيهْ 
هي أنتِ ...
 كُلُّ ما فيكِ جراحِي 
أنت أهدابُ غَداتِي و رَواحِي 
سكنَتْ فِيَّ وغنَّتْ 
مثلَ ريحانِ فؤادي ، لَوِّنِيهْ ..
هُوَ جُرحِي ...
عمقُكِ الغالِي عَليّ 
فارحلِي منِّي إليّ 
و اسْكُنِينِي ، و اسْكُنِيه ....!!! 
غرّبِي في عُمقِ جرحي 
ثم قومي أحرقيني ، أحرقِيهْ 
 وبرمشِ العينِ منكِ ....
 رَمِّميهِ ...
ثم قومي بعد عام ، ألف عامٍ  ضمديهْ ...!!!

بقلمي 
سهيل أحمد درويش 

سوريا / جبلة 

ليست هناك تعليقات: