الحُبُّ في منطقةٍ محظورة – 3
"لُعبةُ الشّوارعِ المَفقودة"
تحتَ أرضِ الشِّفاء،
هو، هي، وآخرون...
وشمعةٌ واحدةٌ... تُقاوِمُ العَتمة.
– "نلعبُ بالمدنِ المفقودة؟..."
– "كيف؟..."
– "نُعطي كُلَّ شارعٍ ميّتٍ ذاكرةَ حُبٍّ."
شارعُ الوحدة:
"هُنا قبَّلتُكِ أوَّلَ مرّةٍ..."
– "لكنَّ الشّارعَ ماتَ قبلَنا؟"
– "الموتُ لا يُلغي القُبُلات."
شارعُ النّصر:
"هُنا اشترينا خاتمَ الخِطبة..."
– "مِن أيِّ محلٍّ؟..."
– "مِن محلِّ الأحلام."
شارعُ الأمل:
"هُنا سنتزوّج..."
– "بين القُبور؟!!؟..."
– "القُبورُ تشهَدُ أكثرَ من الأحياء."
ثلاثونَ يومًا من اختراعِ "غزّةٍ" جديدةٍ،
مدينةٍ بلا قصفٍ، ولا قتلٍ، ولا تهجير،
وشوارعَ فوق أنفاقٍ،
تَحمِلُ ذكرياتِهما المستحيلة...
اليومُ الحادي والثلاثون
"شارعُ الصّحابة... هُنا..."
وصوتٌ معدنيٌّ يقطعُ الحُلم:
"إخلاءٌ فوريٌّ... نصفُ ساعةٍ فقط."
تتجمّدُ كلماتُ الشّمعةِ
في شِفاهٍ ترتجف...
– "لا تتوقّفي، أرجوكِ... أكملي اللعبة!"
– "هنا كان سيولدُ أطفالُنا..."
وتُطفئُ الشّمعةُ لونَ الظّلام
مع صوتِها المُتناثر:
"انتهتِ اللعبة... بدأ الواقع."
( محمد الحسيني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق