الدبُّ الذي كان ثالثَهُما – 2
"تفاحةٌ على دفتر"
كان يُخبّئُ لها المِمحاة،
ليسَ سَرِقةً... لا، بل لُعبة.
وكلّما نَسيتْ مِمحاتَها،
أخرجَ من جيبِه واحدةً جديدة،
كأنّهُ... يُهرّبُ لها القمرَ في كِسرةِ مَطر.
مرّةً، رَسَمَ قلبًا على دفتره،
ثمّ خَبّأهُ بسرعة.
عندما سألتهُ المُعلّمةُ: "ماذا تَرسُم؟"
أجابَها: "تُفّاحة..."
لكنّني – أنا الدُّب – رأيتُ القلب،
رأيتُهُ يرتجفُ كما الزّبدِ فوقَ كوبِ حليب.
كانت تُغنّي:
"توته توته توته، ما أطيبَ البِسكوتة..."
وكان يُراقبُ أصابعَها
كمَن يرى قَفزاتِ فراشةٍ تُعيدُ ترتيبَ الغابة.
أنا دُبُّها،
لا أنامُ إلّا على حقيبتِها،
وقد بِتُّ أعلَمُ متى تَحمَرُّ أُذُناه…
حين تَنظرُ إليه بابتسامةِ الكَرَز،
أو حينَ تُعطيهِ "سْتيكرز" بألوانِ شرائطِ جَدائلِها...
ليبدوَ وجهُه مثلَ بالونةِ فرَحٍ
نُفِختْ بسرعة.
( محمد الحسيني )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق