الخميس، 19 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{السياسة المبطنة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


(البحر الطويل)

"السياسة المبطنة"

أيا ليلُ، هل يُخفي السوادَ المُظلَّمُ
دموعَ القلوبِ إذِ السياسةُ مأثَمُ

تواطأتِ الألسنُ الجوفاءُ في فِتَنٍ
وأقلامُهم في كلِّ فجٍّ تَجَرَّمُ

تزيَّنَتِ الأوهامُ في سوقِ باطلٍ
وكم زُخرفتْ أسماؤهم كي تُعْظَمُ

يبيعونَ أحلامَ البرايا بسَخريةٍ
ويشتركونَ في جرحِ اليتيمِ ولا يَرحَمُ

وكم وعدوا، والوعدُ صارَ سرابَهم
وكم خدعوا، والصدقُ فيهم مُحرَّمُ

تساقطَ نورُ الحقِّ في دربِ ظلمةٍ
وتاهتْ رؤى الآمالِ فيهم وتُهْزَمُ

يُقلِّبُهم كيدُ الزمانِ على الهوى
فتبكي الليالي من خِداعٍ يُرَسَّمُ

وما زالَ صوتُ الكادحينَ مُكبَّلاً
وما زالَ جرحُ الصابرينَ يُلَثَّمُ

تكررتِ الأكذوبَةُ السوداءُ في كَلِمٍ
خطابٍ منمقٍ، وحلمٍ يُحطَّمُ

فيا أيها الإنسانُ، لا تصغِ للهوى
ولا تركنِ للأقوالِ إن هي تُظلِمُ

ويا قلبُ، كم ضاقتْ بك الأرضُ حُزنَها
وكم طافتِ الذكرى على البالِ تُؤلِمُ

تُعيدُ السياسةَ وجهَها في كآبةٍ
وتُخفي وراءَ الضحكِ سرًّا يُعَتَّمُ

تُغنِّي على جرحِ الشعوبِ وتبتني
قصورًا من الأوهامِ، والظلمُ يُحكَمُ

وتُسقِطُ أحلامَ الصغارِ على الثرى
وتُطفِئُ نورَ النبلِ، والعدلُ يُظلَمُ

أيا ليلُ، كرِّرْ حزنَنا في قصيدةٍ
وعدِّدْ لنا كم من فؤادٍ يُهَدَّمُ

ويا دمعُ، عُدْ، فالكونُ أضناهُ كذبُهم
ويا قهرُ، زدْ في القلبِ نارًا تُضَرَّمُ

تُدوِّي الحقيقةُ في النفوسِ مرددًا
بأنَّ السياسةَ ليلُها لا يُسلَّمُ

فلا تؤمنِ الأقوالَ إن هي زخرفت
ولا تتبعِ الظلَّ إذا الليلُ أظلمُ

ويا ليلُ، عُدْ، فالحزنُ فينا مُقيمُ
وفي صدرِنا جرحٌ من الكذبِ يُرسمُ​

✍️بقلم المستشار الأديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة 


ليست هناك تعليقات: