( إنهضي بغداد )
شعر : خالد الحامد
أيا بغدادُ ياروحَ الفؤادِ
غزاكِ الحاقدونَ بذي سوادِ
وأنتِ نسائِمٌ من جُلَّنارٍ
ولستِ فقيهةً لُغَةَ الزِّنادِ
شوارعكِ الحزينةُ روحُ طفلٍ
ترعرعَ في مواويلِ الحدادِ
وحسبكِ من زمانٍ فيهِ نشقىٰ
كما تشقىٰ النيامُ من الرقادِ
كأنَّكِ ألفُ هابيلٍ تدلَّتْ
علىٰ الشِّريانِ سكينُ الأعادي
بنا الأوجاعُ قد دارتْ رَحَاها
وبيعَ الدَّمُّ رُخصاً بالمزادِ
علىٰ الشُطآنِ نهرٌ قد نعتهُ
نوارسُهُ إلىٰ السبعِ الشدادِ
وكم أثمتْ أيادٍ أنتِ منها
بحلٍ من أذىٰ تلكَ الأيادي
ولكن قد قضيتِ الدَّهرَ صوماً
فغابَ الحقُّ من عضِّ الصِّفادِ
ذرفتِ الدمعَ والآهاتُ تترى
بأرواحٍ تَئنُّ علىٰ البلادِ
بكيتِ ودونَ أن تُدلي بحرفٍ
فروّيتِ الثرىٰ من كلِّ وادِ
ومنَّا جُعبةُ الأقدارِ حُبلىٰ
بنا والطَّلْقُ شوكٌ من قَتادِ
وجُلى الدهرِ مرهونٌ بنبضٍ
وفي الحالينِ قد صُمَّ المُنادي
وهل تُرجىٰ النجادةُ من غريقٍ
فما للميْتِ شيءٌ من حصادِ
أيا بغدادُ يا وجهَ الحيارَىٰ
رمتكِ الحادثاتُ إلىٰ رمادِ
علىٰ الحيطانِ تَصلِبُنا الأماني
وما للنَّردِ من عقلٍ يُنادي
فلا درسٌ يجدُّ ولا ضميرٌ
تقلَّبتِ الضمائِرُ في فسادِ
هوانٌ قد ترعرعَ في مآلٍ
فَنزَّ الجُرحُ مَقصِيُّ الضَّمادِ
رشفنا الحُزنَ كأساً تِلْوَ كأسٍ
إلىٰ أن خرَّ مَلقِيَّ الوسادِ
فما للصَّبرِ أن يُرْدِي المنايا
كحدِّ السيفِ يُبلىٰ في الغمادِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق