زحل أنا
********
غصن رهيف ماس من ميساء
حتى أصاب القلب بالأدواء
مست شغاف القلب منها نظرة
قد أجهزت بالمقلة الحوراء
من ذا يقاوم شوقه ياصاحبي
والخد ورد فاض بالأنداء
واللؤلؤ المنضود تحت شفاهها
منه السنا يمتد في الأرجاء
وأنا المتيم ما حضيت برشفة
لا غيمة ندت بطرف سمائي
يا ليتني لو كنت سرت بجنبك
عند الربيع بليلة قمراء
أعزف لك من شوق قلبي نغمة
حتى لأسكرك بلحن غنائي
ياضفة الروح التي أصبو لها
أرحل بها نحو الضفاف النائي
أهذي أردد إسمها في خاطري
وكأنه يسري بعرق دمائي
عمري توقف ما يزال بمهده
طفل يتوق للذة الأثداء
والقلب مني قد تحمل بالجوى
ظمآن يبغي زخة الوطفاء
ابحث عن الحضن الدفيء يضمني
إذ أنني أرجف بحضن شتائي
لا ليلتي قد كان أشرق بدرها
حتى يزيح الهم بالأضواء
لا طيف بلقيس تراءى لخاطري
لا هدهدي قد جاء بالأنبياء
وأنا العراقي الذي لا ينثني
تأبى المذلة أن تقف بفنائي
وعر الدروب أجوبها وبهمة
إني رفيق الليلة الظلماء
ورضعت من ضرع الفرات مهابة
ورجولتي تسمو إلى العلياء
إبليس يشقى إذ يمر بساحتي
أرغمته إذ جد في إغوائي
في حضن نبل إذ فتحت لمقلتي
ونشأت والخلق الرفيع ردائي
لو شئت أسمعت الأصم مقالتي
ويطول سمع الخافقين ندائي
وزهدت في كل الحرام بعفتي
ومسحت في ذهب الحرام حذائي
هل تزدري ليث العرين ثعالب
وأرانب ترقى إلى الجوزاء
النسر يأبى أن يعيش بذلة
ومكانه في القمه الشماء
وأنا رقيق كالندى يا صاحبي
وأنا نظير الصخرة الصماء
وأصوغ من درر القصيد قلائدا
وأحوكها لما يطل مسائي
زحل أنا وقد اترقيت سمائي
واخترت نجمات الثريا أن تقف بإزائي
وأنا العراقي وأمي نخلة
مدت بظل في لظى الصحراء
يانخلة حضن الفرات يضمها
قد أوسعت حضنا لدى الفقراء
تعصر لهم من روحها شهدا لهم
لو أنها تبقى بدون لحاء
علي جابر الگريطي العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق