الأحد، 1 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{أهفو إليك}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


أهفو إليك ..

يا من أطلّ كمثل البدر في الغسقِ
فداك روحي .. كريم الأصلِ والخُلُقِ

ملأتَ دنيايا بالأنوار فانتشرتْ
في خاطري كانتشار النّور في الفلقِ

يامن ملكتَ فؤادي والهوى قدري 
أهفو إليكَ .. وأمسى مشرقًا أفقي

وقدْ نثرت النّجومَ الزّهرَ في فلكي
بنورها أهتدي في ظلمة الطّرُقِ

سلطان قلبي ومن في القلب مسكنه
في خافقي حبّهُ كالعارض الغدِقِ

ربا فؤادي كساها الزّهر مؤتنِقًا
من أحمر  ناصع  للأبيض اليققِ

فيهِ الجمالُ تراهُ العينُ مكتملاً
وحسنهُ دائمُ الإشراقِ والأَلَقِ 

بعدٌ يفرّقُ .. والأرواح جامعةٌ
ما غابَ طيفكَ في نومي وفي أرقي

وكم سهرتُ وطيفٌ منك يؤنسني
أشكو إليه أليمَ الوجد والفرَقِ

في البعد تهفو إليك الرّوحُ ساعيةً
يسري بها الشّوقُ بالتّقريبِ والعنقِ

مولاي  في بعدكم لا صبر يسعفني 
فكم سُقيتُ كؤوس المرِّ والرّنقِ

وكنت قبلك كالمسجون في نفقٍ
فكنت فيض ضياءٍ آخر النّفقِ

وفي فؤادي منَ العشّاقِ حَيْرَتهم
كالنّارِ تحرقُ منْ شوقٍ ومن قَلَقِ

يا مِنْ تراني أعاني في الهوى حرقًا
أخفيتُ أضعافَ ما أبدي منَ الحُرَقِ

في بحرِ عشقكَ  والتيّار يسحبني
أطفو وأغطسُ .. كم أخشى من الغرقِ

عزفتُ  حبّك  ألحانا  بقافيتي 
وأنثر الحرف ياقوتا على الورق 

               بقلمي / رفا الأشعل
             على تفعيلات البسيط
           تونس (01/06/2025)

-الغسقِ : ظلمة الليل
-الفلقِ: الصبح وساطعه
-الفرق : الخوف الشّديد
-التقريب والعنقِ : نوعان من السير السّريع 

-الرّنق :  الماء الكدر 

ليست هناك تعليقات: