قصيدة في حب الصدّيق رضي الله عنه،
( الصديق رمز الوفاء )
أحببتُ صدّيقَ الهدى بنقاءِ حُقْقِ
يسمو بقلبي مثلَ نورٍ في الأُفُقِ
ما البدرُ إن لاحَتْ طلائعهُ دُجىً
إلاّ وذكراهُ تضيءُ لي الطُّرُقِ
يا أوّلَ الصحبِ الكرامِ وفاءَهُ
في حبِّ أحمدَ دونَ ضعفٍ أو قَلَقِ
صدّيقُ صدقٍ، لا يُدانى فَضلُهُ
بالمالِ والنفسِ افتدى خيرَ الحَقِ
أواهُ يا قمراً يُجَلْجلُ ذكرُهُ
في كلِّ محرابٍ، وفي نبضِ الورقِ
أسكبتَ دمعَ الحبِّ يومَ وداعِهِ
فأراكَ أوفى الناسِ في حزنِ الشَّفَقِ
قلبٌ رقيقٌ، والبطولةُ فطرةٌ
لكنْ حَليمٌ، لا يَميلُ إلى الغَضَقِ
يا مَن أقمتَ الدينَ بعدَ نبيّنا
وثبّتَ الأركانَ في ليلِ الفُرُقِ
ما خفتَ من فتنِ الزمانِ وغدرهِ
فثباتُ صدركَ كانَ أبلغَ في السّبقِ
يا جامعَ القرآنِ بعدَ تنزُّلٍ
سطّرتَ آياتِ الهدى دونَ مَلَقِ
عيناكَ كان النورُ يسري منهما
وبهاؤكَ السامي يجلّلُني بثِقْقِ
زهدٌ وصدقٌ، والعقيدةُ مهجتي
إني لأرجو أن أراكَ بمُلتَقِي
أبكي إذا ما جئتُ أقرأُ سِيرَةً
فأراكَ تاجَ الصّدقِ في زمنِ السُّبُقِ
قد قلتَ حينَ الموتِ: “هذي ساعةٌ
يثبُتْ بها القلبُ المنيبُ على الحَدَقِ”
فمضيتَ للرحمنِ تمشي روحُكَ الـ
ـمبروكةُ البيضاءُ في طهرِ النَّسَقِ
لا الشعرُ ينصفُ من تحلّى بالتُّقى
ولا الحروفُ تفيكَ منزلةَ الفُرُقِ
لكنْ كتبتُ هواكَ سطرَ محبةٍ
يبقى بقلبي كالوشمِ على العُنُقِ
إني أحبُّكَ يا صديقُ محبّةً
تهفو إليكَ بكلِّ شوقٍ مُشتَرِقِ
فاسألْ إلهَ العرشِ يسكنني الرضا
ويجعلَ الفردوسَ بيتي في الأُفُقِ.
_______________________
بقلمي الحاجة رتيبة المصري
16/6/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق