الخميس، 20 نوفمبر 2025

قصة تحت عنوان{{الحادثة الأولى}} بقلم الكاتب القاصّ السوري القدير الأستاذ{{يحيى محمد سمونة}}


الحادثة الأولى

انتهينا من نشر العقدة اللاسلكية التي أمر بها الضابط، و شرعنا بتشغيل المولدات لشحن البطاريات و فتح الأجهزة اللاسلكية - هى أجهزة ضخمة مؤلفة من عدة كتل و كل كتلة لها وظيفتها - إنها تختلف عن الأجهزة التي درسناها في مدرسة الإشارة، و قد تطوع رؤساء المحطات اللاسلكية في الفوج أن يشرحوا لنا آلية و كيفية تشغيل المحطات التي هي الآن بين أيدينا -  

لقد غدونا في حالة تعب شديد و إرهاق، لكنه لا بد من تنفيذ التعليمات الصادرة إلينا، حتى أنه لا مجال لوضع لقمة في فمنا

كانت محطتنا تتألف من ثلاثة أفراد : رئيس المحطة و أنا و السائق [ كانت مهمة السائق مجالسة إبريق المتة فحسب ]

و كانت لي في تلك الليلة في تمام الواحدة من ظلمة الليل مناوبة على الجهاز اللاسلكي [ لم يسبق لي قبلها أن رقدت عيني، ذلك أن رئيس المحطة قال لي بأن الأرض هنا ملأى بالعقارب السامة و أنه يصعب النوم على الأرض، لذا رأيتني اضطررت إلى النوم بهيئة الجالس داخل مركبة لا مكان فيها للنوم، و الجو آنذاك شديد البرودة بحيث أنني حين انتبهت لنوبتي على الجهاز كانت الدماء شبه متجمدة في عروقي و أكاد لا أستطيع الحراك

في الساعة السابعة من صبيحة اليوم الثاني تم طلب اجتماع عاجل لكافة عناصر المحطات اللاسلكية عند مركز القيادة عن بعد، و قد علق رئيس محطتنا على طلب الاجتماع هذا بقوله " أشو، خير إن شاء الله! "  

وقف الرائد إسكندر وسط الاجتماع و كأنه الطاووس، و قال بنبرة تسلطية: " الحمار اللي كان مناوب في المحطة - و ذكر اسم محطتنا - في الساعة 1 ليلا، فليمتثل أمامي"

يا إلهي، هذا أنا المطلوب.

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 

إشراقة شمس93 

ليست هناك تعليقات: