رؤيا يوسفية..!!
...................
إليك سيدي..
يا يوسفي في زي الهوى..
رؤياه بانت عاقرا..
قد أمست بلا رؤيا..!!
ولقياه حلم محال..
يتيم في عرف الورى
بلا لقيا..!!
أيا يوسفي..
أنت هناك وأنا هنا..
حيث أنا لم أعد أنا..
هنا أنا..
كل شئ معي..
إلا أنا..
فمعك..!!
أوجعتني بكل قسم أديته..
وأنت الذي لاشئ مني أوجعك..!!
وهناك كل شئ معك إلا أنا..
فمن سيمحو أدمعك..!!
تركتني عن عمد سيدي..
وكلي يمضي ليتبعك..!!
خذها مني وحيدة..
كلمة ستسكن مسمعك..!!
قتلت فؤادي قاصدا..
ورغم البين أودعك..!!
كلمة إليك ياااااا سيدي..
ففي فضاء سرمدي..
أوله قيعة من سراب..
وآخره آلام وأوهام وعذاب..
تركتني..
أقضي فرائض وحدتي..
من تبعثر أو تمزق واغتراب..
دعك مني يا سيدي..
وامض حيث يأمرك الهوى..
ترى هل بعد الفراق شئ يبقى..
إلا تيها..
من ضلالات نسجها عنكبوت الليل..
على وجه الفلق..
فأغمض الضوء عينه حينا من الزمن..
فلما سبق سيف الغلس عزل الظلام..
بددت تلك الشموس بقاياه..
هل يبقى يا سيدي..
بعد الرحيل وطن تشد إليه الرحال..
وكل ما في يمضي معك..
فأي أرض وطئتها قدمي سواك..
فسجن كبير بلا قضبان ومنفى..
أيما منفى..!!
وأي شاطئ تهفو إليه سفني عداك..
فمرساة تاهت معالمها..
ومرفأ بلا هدى..
جنحت إليه زوارقي بلا مرسى..!!
وكل المنارات يا سيدي أظلمت قناديل الهوى فيها..
وانكفأت الأحلام خائبات بلا مأوى..!!
وكل الديار غدا وجه الصبح فيها قطعانا من جحيم ولظى..!!
لا تهوى ولا ترجى..!!
وكل الوصال لغير صومعة بها طيفك قابع..
محض زيف في صورة القربى..!!
ره ..
ما أردت من الرؤى..
ومن الرؤيا..!!
حلم من عهد يوسف..
كالشمس والقمر والإحدى عشر كوكبا..
انسها..
محض أوهام..
وانسني..
فكل مذكور على فراغ الدروب..
ينسى..!!
ولا أنسى!!
وكل الجروح ترجى يوما براءتها..
إلا نبت ما زرع سيفك في عمق خافقى..
لا يبرأ ولايشفى..!!
حنظل..
نهر من حنظل يا سيدي في مجرى ريقي..
وكأس من سم مترعة..
في حلقي سكبتها..
عنوة..
وبستان من دموع نبت على وجهي..
تقاسيم قدر..
وما خط اليراع بسن من شظف..
على جبيني..
ويحي..
وويل لذلك الكف الذي تعرق..
باكيا من ثقل حمله..
على ملة البكاء..
كل الكلام محض صمت غاضب..
وهمهمات عجزى..
في محافل الرثاء..
وخيبات طالت أياديها..
تبكى و لاترثى..!!
أيا أنت..
هنا المآل إلى ضيق..
على سعة الفراغات..
وأضلعي سجن كبير..
وأنت سجاني..
أنت مني كالنبض في عمق أوردتي..
على يديك ممزق نبضي..
وأوردتي تسكب لحن الأنين..
في محراب الضنى زلفى..!!
إليك عني سيدي..
يا محنة زرعتها في كلي..
وفي كبدي..
دع زماني يمضي إلى غد هارب..
أو إلى حاضر لا أعرف أين تمضي وجهته..
أو ليته عاد يوما إلى أمس الصبا..
لا تبتئس..
ميت أنا فيك..
منذ بدء خليقتي..
فهل أموت ثانية..
وهل يضر إن مزقتني..
أو صرت بي إلى عدم..
وهل من قتل مرتين..
وهل يخاف الموت من مات..
أو يخشى..!!
فإليك عني..
وكأس صحوي ما زالت..
على موعد مع سكر طويل..
لم يحن بعد موعد قيامتها..
غيرك يا سيدي..
ما أتقنت من زمني..
عدلا ولا صرفا..!!
لله أشكو ما ابتليت منك..
وما بليت من الهوى..
لن أشكو..
ولن أشكى..!!
وكل سطوري في هواك أحرف نازفات..
وخرافات..
من خيبة لا تروى..
ولا تحكى..!!
فإليك عني..
وانسني..
.................
بقلمي..
كريم خيري العجيمي