غزة تستغيت !!..
أمَا من رجالٍ يثأرون لغزة
وقد بالغ المُحتلُّ في ذبحِ أهلِها ?!.
أيَا أُمَّةً هانتْ وذلَّ عزيزُها
كأني بأُمَّتنا على عهد ذلِّها !.
أمَا عادَ فيكم يابنيها رجولةٌ
وهل ظلَّ منكم من يثورُ لأجلها ?!.
كأنِّي بكم صرتُم رجالاتَ ُأمَّتي
نساءً ويأتيكم حيضُ حريمها !.
وفي ذمَّة المولى معاني جلالةٍ
وقد ذُبحتْ فيكم كما تمَّ سلخُها !.
ألا يازمانَ السُّوءِ والعهرِ والخنا
فلي أمَّةٌ صارتْ حليفَ هوانها !.
وما في زمان العرب هذا سوى الذي
بأمتنا يزري وفي الدهر شانها
تخلَّى به الأعراب عن عزَّة الأُلى
وعن أمة كانت تعزُّ بذاتها !.
وماعاد فيهم نخوةٌ أو مروءةٌ
وليس لهم شأن عظيم ولا لها !
أيا معشر الأعراب أخزيتُمُ الأُلى
وجلَّلكم عارٌ هو بعضُ عارِها
تخافون إسرائيل جبنًا وذلةً
ولن تجرأوا يومًا على ردِّ كيدها
تريكم نجوم الظهر يا لهوانكم
وفي طول ليل تنشدون ودادها
إذا نظرت عيني إليكم فما ترى
سوى جِيَفٍ تزكم أنف مشمِّها!.
وأعجاز نخل خاويات تساقطت
على الأرض داسوها بعيد سقوطها !.
أيا أمة تحيا على الهامش الذي
سيلقى بها يومًا إلى حيث خلتها
وفي غزة محقٌ وفتكٌ بأخوةٍ
من الغاصب المحتل من ذا يديلها ؟!.
ولمَّا لزمتم في الزمانِ سكوتَكم
وصمتًا مهينًا والضجيج ضجيجها
يقوم اليهود اليوم فيها بجرمهم
ولا تجد منكم فردًا يعينها !.
كأني أراكم قد جبنتم جميعكم
وآلة إسرائيل تحصد أهلها
فتمنحهم موتًا زؤامًا معجلًا
وما من مغيرٍ والعدوُّ يسومُها.
فهل من " صلاح الدين " ثان مخلِّصٌ
وهل من صلاح الدين آخر لقدسها ؟!.
لقد بُحَّ صوتٌ للمنادي ولم يزل
بها المسجد الأقصى يضجُّ بصوتها
يناشدُنا التحريرُ من دنس العدا
ورجسُ بني صهيون يملأ أرضها
أمَا من رجالٍ ينجدون بغزة
وأهل كرام يذبحون بأرضها
أيا لعنةَ التاريخِ صُبِّي على الذي
يُخذِّلُ أقصانا الشريفَ وقُدسَها !.
شعر : صلاح محمد المقداد - اليمن -
15 نوفمبر 2019 م - صنعاء -