كل البحار يعرف كنهها البحّار
قصيدة منظومة على البحر الكامل التام
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتْفَاعِلْ
خاض البحار غمارها البحّار ـــــــــ و تحيط في الدنيا به الأخطار
كل الشموس تحبه تحكي له ـــــــــ ما قد جرى في ليله الأقمار
تلك الليالي عبرها في متعة ـــــــــ أنس الحكايا يعشق السمّار
الكل في دنياه يخطب وده ـــــــــ قد أشرقت من وجهه الأنوار
و سواه لا يقوى على إنجازها ـــــــــ يهوى السباحة أمرها يختار
تجني يداه الدر من أعماقه ـــــــــ و البحر يعرف كنهه البحّار
،،،،،،،،،
تشدو له فوق المراكب كلها ـــــــــ في رقصة لا تنتهي الأطيار
للموج يحكي الرمل أجمل قصة ـــــــــ عبر الرسائل تنقل الأخبار
لم ينحني الدنيا لها من بعدما ـــــــــ أجرى القيامة زاغت الأبصار
لا يرهب البحّار في إقباله ـــــــــ يا ناس أو إدباره الإعصار
يسعى لنيل اللقمة البحّار في ـــــــــ إبحاره تبدو له الأسرار
،،،،،،،،،
بالنور يشرق في جمال وجهه ـــــــــ لا تحرق الوجه الكريم النار
خاض المعارك كلها حتى تبا ـــــــــ هت في صياغتها به الأشعار
و يريد أن يحيا الحياة بعزة ـــــــــ في الطرح تشغل باله الأفكار
نحو العلا و المجد يمضي شامخا ــــــــ و يغار من أحواله الأغيار
و إليه تتجه المتوج دائما ـــــــــ بالنصر حتى ينتهي الأنظار
،،،،،،،،
الله يطلب عونه لما السفي ـــــــــ نة في المجاري يسحب التيّار
رزقا حلالا في النضال يناله ـــــــــ يقلي الحرام و عنده المنظار
عبر البحار مسافرا أضحى و في ـــــــــ أيامه لا تنتهي الأسفار
هو ماله لا تنتهي أعماله ـــــــــ و تعددت في شغله الأدوار
الموت لا يخشى و يضمن قوته ــــــــــ طول الحياة الواحد القهّار
،،،،،،،،
تلك السفينة قد بكى ربّانها ـــــــــ يجري البكاء فينتهي المضمار
يرمي الشباك ببحره و كأنه ـــــــــ فوق الشراع الفارس المغوار
ترجو البلاد له سلامة قلبه ـــــــــ عرفت طريق مصيره الأمصار
تجري الحقوق جميعها بعروقه ــــــــــ و يخاف من إيمانه الكفار
تهوى النضال عيونه و بدربه ــــــــــ يمشي فتنبث حوله الأزهار
أضحى بها كل الحقوق مطالبا ـــــــــ تقضى بمنطق وعيه الأوطار
،،،،،،،،،
ضد الشقاء فحين يعلن حربه ـــــــــ يأتي لموطن سعده الأنصار
ضد الفساد فحين يشهر سيفه ـــــــــ يهوى عوالم ضربه الأحرار
ذكرا فقد أبقى له في أمره ـــــــــ فرسوله المختار لا يحتار
يختار عبر شموخه أقداره ـــــــــ لا تستجيب لغيره الأقدار
و يجوع لما البحر يصبح هائجا ـــــــــ للريح في إعصارها الإنذار
يغدو فقيرا ذا سؤال عندما ـــــــــ كل الموانئ توقف الأمطار
،،،،،،،،،
إن سار نحو الموت مبتسما يدو ـــــــــ ر الدهر أو تبكي عليه الدار
عار علينا ما نراه بحقه ـــــــــ يبقى إذا مات الضمير العار
تلك السياسة حين يفرض حكمها ـــــــــ من أهلها لا تقبل الأعذار
في كل فلك تحمل الأسفار عب ـــــــــ ر مجالها يبقى له التذكار
في منتهى الحب الجميع أحبه ــــــــــ في بره يدعو له الأبرار
في حبه من هام يدخل جنة ــــــــــ تجري و تسري تحتها الأنهار
،،،،،،،،
أحب كثيرا البحّار بصفة عامة و البحار العرايشي بصفة خاصة و هذه القصيدة مهداة إلى صديقي الغالي و العزيز ياسين الشنتوف الذي عانى كثيرا و تعرض للضيم و عاش معاناة كبيرة و عرف مأساة كبرى لا يستطيع تحملها الإنسان العادي و في هذا الصدد أوجه له التحية
لي ذكريات لا تنسى مع البحر و مع البحارة عشقت منذ طفولتي ميناء العرائش و صافحت يدي يد البحار و قابلت عيني عيونه
كنت أزور الميناء بشكل شبه دائم لما كنت أقيم بمسقط رأسي مدينة العرائش و سبق إن اشتغل والدي إلى أن تقاعد في الميناء في شركة لصنع السفن تعود لقريب له من أبناء عمومته بعدما أقفل معمل إيماصا و تعرض الإفلاس و تشرد عماله
و كانت أياما لا تنسى حقا أكلنا فيها كل أنواع السمك و ما لذ منه و طاب و كل بحّار عرفناه كان يجود علينا من خيره فكل فقير لا يملك قوت يومه و لا يجد من يعوله ما عليه سوى التوجه للمرسى لأخذ السمك مجانا ممن يعرفه من المعارف و البحارة قبل أن تكثر المعامل حوله التي تصبر السمك و تصدره
جل أبناء مدينة العرائش اشتغلوا بالميناء فهو كان المتنفس الوحيد الحقيقي و أيضا فئة كبيرة أبناء قريتي خميس الساحل و يعتبر أبناء رقادة أمهر البحارين و السباحين
لي أصدقاء كثر في العالم الواقعي و أيضا في العالم الافتراضي بحارة و أوجه التحية لكل أصدقائي خاصة ابن بلدتي البحار إدريس بن سرغين و صديقي المناضل المهدي مصطفى
أطالب كغيري بإنصاف البحّار و ضمان حقوقه و الاعتناء به
حامد الشاعر