الْحُرِّيَّةُ الشَّخْصِيَّةُ وَالْعَامَّةُ
وَحُرِّيَّةُ الشُّعُوْبِ وَالْأَوْطَانِ لِلِٱسْتِقْلَالِ وَالسِّيَادَة
(مقال من فلسفة الذات والحرية والقيادة والتحرر والسيادة)
بقلمي وتأليفي / السفير العالمي للثقافة والسلام
الفيلسوف الباحث الأديب
د . مُحَمَّد خليل الميَّاحي / العراق
Dr _ Mohammed Khaleel AL _ Mayya / Iraq
جمادى الأولى 1444 هجريّة / كانون الأوّل 2022 ميلاديّة
المقال :
نَبدأُ بِالحُرِّيَّةِ الشَّخصيَّةِ أَو مَا يُسمَّى حُرِّيَّةُ التَّعبيرِ عَنِ الذَّاتِ فَهيَ قِيمٌ وطَبائِعُ وعَاداتٌ وسُلوكياتٌ وأَفعالٌ وأَعمالٌ شَخصيَّةٌ قَابلةٌ لِلثَّباتِ والتَّغييرِ بِمؤثِّراتٍ وعَواملَ عَديدةٍ مِنها العقيدة ُ والبيئةُ والحالُ والظُّروفُ وواقِعُ الحَياة والعاداتُ والتَّقاليدُ والاخلاقُ والتَّطبُّعُ والتَّعليمُ والعملُ والحاجةُ وسقفُ التملُّكِ والحيازةُ والتَّجاربُ والتَّطويرُ والِٱنْفتاحُ وتأثيراتٌ صِحيَّةٌ وٱجْتماعيَّةٌ وٱقْتصاديَّةٌ وثَقافيَّةٌ أُخرى ، وفي كُلِّ الأَحوالِ فَهيَ مُحدَّدةٌ وغَيرُ مُطلقةٍ ولَمْ تَكتملْ مَهما بَلغتْ بِحُكمِ العوامل ِ والمُؤَثِّراتِ وحُرِّيَّةِ الآخرينَ وحَركةِ وضَوابطِ المُجتمعِ والِٱلْتزامِ والِٱنْضباطِ ومُحدِّداتِ القَوانينِ بِشتَّى أَنْواعِها ومِنْ هُنا يَجبُ أَنْ تَكونَ الحُرِّيَّةُ الشَّخصيَّةُ في إِطارِ الرَّغْبةِ والمَصلحةِ الفَرديَّةِ وسُلوكِها ضِمنَ الدَّائرةِ المُحدَّدةِ الغَيرِ مُتداخلةٍ بِالتَّأْثيرِ السَّلبيِّ عَلى الأَفرادِ والمُجتمعِ والنِّظامِ العامِّ ، ومُمكنُ بِالتَّأْثيرِ الإِيجابيِّ المُنضبطِ المَفتوحِ أَنْ تَتوسَّعَ دائِرةُ الحُرِّيَّةِ الشَّخصيَّةِ بِتداخُلٍ مَعَ حُرِّياتِ المُـجتمعِ تَوافُقًا وٱنْسجامًا وٱشْتراكًا دُونَ فَرضِ أَيَّةِ حالةٍ سلبيَّةٍ ويُمكنُ أَنْ نُسمِّيهِ بِالِٱنْسجامِ والِٱنْضباطِ العامَّينِ وهوَ المَطلوبُ وأَحدُ أُسسِ الحُرِّيَّاتِ الخاصَّةُ والعامَّةُ ، وبِشكلٍ عامٍّ يَجبُ أَنْ تجسِّدَ الحُرِّيَّاتُ الشَّخصيَّةُ والعامَّةُ قِيمَ العَقائِدِ المُعتمدةِ والأَخلاقِ الصَّحيحةِ القَويمةِ النَّافذةِ والسُّلوكيَّاتِ السَّويَّةِ والحُقوقِ الطَّبيعيَّةِ المُعتدلةِ والثَّقافاتِ السَّائِدةِ المَقبولةِ وغيرِها مِنَ العَناصرِ والمَبادِئِ الإِيجابيَّةِ الَّتي تَجعلُ مِنَ المُجتمعِ أَكثرَ ضَبطًا وتَنظيمًا وراحةً وٱعْتدالًا وحُرِّيةً بِٱتِّجاهِ الرُّقِيِّ الإِنسانيِّ والمَدنيَّةِ الفاضلةِ المُتوازنةِ .
ومِنْ أَهمِّ أَنواعِ الحُرِّيَّاتِ الَّتي تَنعكسُ إِيجابًا بكلِّ مقوِّماتِ القُوَّةِ والخَيرِ والِٱتِّحاد والِٱلْتحامِ والِٱرْتقاءِ والدِّفاعِ والمُحافَظةِ والِٱرْتفاعِ هِيَ حُرَّيَّةُ الشُّعوبِ المُعبِّرةُ عَنْ حَقِّها ومُستقبلِها وقُوَّتِها وشَرفِها لِتحقيقِ الكَرامةِ الإِنسانيَّةِ والعَدلِ والمُساواةِ والعَيشِ الكَريمِ والرَّخاءِ والرَّفاهيَّةِ والسَّعادةِ والتَّكافُؤِ الإِنسانيِّ الأَخلاقيِّ وٱمْتلاكِ وٱسْتثمارِ الثَّرواتِ والتَّوزيعِ العادلِ لَها والتَّقدُّمِ والتَّطوُّرِ والِٱزْدهارِ وتأْمينِ سيادةِ قيادةِ أَوطانِها والدِّفاعِ عَنها عَلى كلِّ المُستوياتِ والِٱتِّجاهاتِ وهٰذهِ لا تَتحقَّقُ إِلِّا بِالأَمنِ والسَّلامِ والفكرِ والعلمِ والتّعليمِ والصَّحةِ والعَمل والعَدلِ والقانونِ الأَخلاقيِّ العادلِ المُتطوِّرِ والتَّنظيمِ والتَّجديدِ والتَّطويرِ والتَّوافُقِ والِٱتِّحاد ، وبِتركِ الخُرافاتِ والأكاذيبِ بِكلِّ أَنواعِها ومصادِرِها ، وبِنَبذِ وتَركِ الطَّائِفيَّةِ والعِرقيَّةِ والعنصريَّةِ والكَراهيَّةِ والتَّفرُّقِ والصِّراعاتِ الَّتي تَدورُ بِسببِها عَلى كافةِ الأَصعدةِ والمُستوياتِ ، وبِالقَضاءِ على التَّخلِّفِ والفَسادِ بِكُلِّ أََنْواعِهِما وأَشْكالِهِما ، وبِالإِرادةِ والقُوَّةِ والبِناءِ والِٱسْتقلالِ ، وهُناكَ عَواملُ وعَناصرُ كَثيرةٌ تَدخلُ تأْثيرًا في هٰذا المَجالِ يَجبُ تَأْمينُها لِسدِّ الثَّغراتِ في هَياكِلِ البِناءِ التَّنظيميَّةِ والإِِداريَّةِ والعَمليَّةِ والقِياديَّةِ ، وفي وَضعِ المُعادَلاتِ المُنضبطةِ الفائِقةِ الجَودةِ والجَدوى لِلتَّنظيمِ والقِيادةِ والتَّنفيذِ وٱسْتمرارِ التَّحصيلِ والنُّهوضِ.
وفِي خُلاصةِ القَولِ فَإنَّ الحُرِّيَّةَ هِيَ مَجموعةٌ مِنَ القِيمِ والتَّصرُّفاتِ المَعنويَّة والسُّلوكيَّة الَّتي تَجعلُ مِنَ الكيانِ الإِنسانيِّ كِيانًا ذَا قُدرةٍ وقَدرٍ وحَقٍّ ومَكانةٍ وحَقيقةٍ وُجوديَّةٍ عاليةِ التَّأثيرِ في السَّعيِ والعَملِ والنَّواتجِ والسِّبقِ والجَدوى تُوافِقُ وتُناسِبُ سَببَ خَلقِهِ عَلى وَجْهِ البَسيطةِ بِكلِّ مُبرِّراتِهِ ، وهِيَ مِرآةُ الوُجودِ الفاتِنَةُ الَّتي تُعطي الحُبَّ شَغَفَهُ وقوَّتَهُ وشَوقَهُ وسُطوعَهُ ، والأَملَ ٱتِّقادَهُ وتوهُّجَهُ وقِيامَهُ والسَّعيَ ثَورَتَهُ وٱمْتدادَهُ ونُفوذَهُ ، والعَملَ حُبَّهُ وٱلْتزامَهُ وجِدَّهُ ولَهوَهُ وتَصعيدَهُ ، والحَوزَ بُلوغَهُ وَمَزيدَهُ ، والسَّلامَ أَمنَهُ ودَوامَهُ ، وكُلَّ طَرقٍ وضَربٍ قِوامَهُ وسَدادَهُ.
فَيا أَيُّها النَّاسُ ٱمْتلِكُوا حرِّيَّاتَكُمْ وكُونُوا أََحرارًا أَشرافًا صالحينَ وصُونُـوها ووَازِنُوها ضَبطًا وتَناسُبًا نَحوَ العَدلِ والخَيرِ والإِيمانِ والإِصلاحِ والإِفلاحِ حتَّى تُؤَمِّنُوا قَدرَ خَلقِكمْ كَما أَرادَكمُ اللهُ تَعالتْ قُدرتُهُ.
مَا أَفعلَ وأَكرمَ خَلقَنا ، ومَا أَعظمَ وأَقدرَ الخالقَ سُبحانَهُ الَّذي أَعطانا الخِلقةَ والعَقلَ والإِرادةَ والمَكانةَ العاليةَ وفَرضَ عَلينا الحَياةَ والمَوتَ والحِسابَ والجَزاءَ والخُلودَ.
ومن بعض نظمي الشعري في الحرية :
قلت في ثورة الحرية والكرامة أبياتي الشعرية الموثقة :
وَللنَّاسِ الرُّؤَى فِي الْفَزْعِ صَرْفًا --
فَهُدُّوا الْجُبْنَ وَالْخَوْفَ الذَّلِيْلَا.
تَبَارُوا وَاكْسِرُوا قَيْدًا شَدِيْدًا --
بِرَغْمِ الضَّعْفِ وَالْيَأْسِ انْهِيَالَا.
وَهُبُّوا وَافْتَحُوا بَابًا عَظِيْمًا --
وَأَجْرُوا فَتْحَكُمْ حُرًّاجَلِيْلَا.
أَعِيْدُواحَقَّنَا بَعْدَ الدَّوَاهِي --
بِلَا عُطْلٍ عَنِ التَّبْرِيْرِ قِيْلَا .
وَشُقُّوا عَتْمَنَا فَجْرًا جَدِيْدًا --
بِكُمْ نَصْرُ الْأِلَهِ بَلْ أَدَالَا.
لِيُحْيِيْنَا حَيَاةَ الْقُدْسِ صَفْوًا --
وَيُعْطِيْنَا سُرُوْرًا وَاكْتِمَالَا.
لَكُمْ طُوْبَى وَمَجْدٌ وَافْتِخَارٌ--
وَوَعْدٌ ضَامِنُ الْخُلْدِ اجْتِذَالَا.
فَيَا جَذْرَ الْعَلَاءِ لَكَ امْتِدَادٌ –
نَمَى بَطَلًا شَرِيْفًا أَو رَسُوْلَا .
وقلت في الحرية والنجح والفوز والنصر أَبياتي الشعرية الموثقة وكلها مترابطة مع بعضها :
وَالْفَقْدُ يَنْقُصُنَا ٱعْتِمَادَ سُنُوْدِنَا –
كَالْأَرْضِ تَخْسَرُ نَبْتَهَا بِظَمَاءِ.
وَالْعِتْقُ يَمْنَحُنَا زِمَامَ أُمُوْرِنَا –
لَا لَمْ نَجِدْ عِتْقًا بِلَا إِمْلَاءِ.
وَالْقَيْدُ يَسْلُبُ شَيْأَنَا وَقُبُوْلَنَا –
وَمُمَانِعٌ وَمُحَذِّرُ الْإِهْوَاءِ.
وَالنٌُجْحُ يَحْبُرُنَا بِنَاتِجِ دَأْبِنَا –
وَيُنَزِّلُ الْإِلْهَامَ لِلْإِيْرَاءِ.
وَالْفَوْزُ يَمْلَؤُنا بِِقَلْبِ سُطُوْعِنَا –
وَبِرُوَحِ زَهْوِ الْعَصْرِ وَالْإِصْبَاءِ.
وَبِخَيْبَةِ الْأَمَلِ ٱنْهِيَارُ قُدُوْمِنَا –
وَبِيَأْسِنَا حَبْسٌ بِلَا إِخْلَاءِ.
بِالنَّصْرِ نَرْبَحُ سُؤْدَدًا وَمَكَانَةً –
وَيَدُوْمُ بِالْإِعْدَالِ لِلْجَدَرَاءِ.
فَكَمَالُهُ فِي عَدْلِهِ وَشُمُوْلِهِ –
وَوِقَايَةِ التَّحْصِيْنِ والْإِثْرَاءِ.
وقلت في الحرية والخير والعزم والجهد والنجح والفوز والحسن والعز والأزر والأمن والسرور أبياتي الشعرية الموثقةوكلها مترابطة مع بعضها :
وَالْقَيْدُ فَرْضُ الدُّنَا لِلْعَيْشِ يُطْلِقُنَا --
وَهَلْ كَحُرِّيَّةٍ كُبْرَى بِلَا جُدُرِ.
فَالْخَيْرُ نِزْعَتُنَا لِلْخُلْدِ صَادِقَةً --
وَمَا بِإِيْثَارِنَا إِلَّا الْفَنَاءُ سَرِي.
وَالشَّرُّ يُحْرِقُنَا سُوْءًا وَمَتْلَفَةً --
حَقًّا فَمُجْرِمُنَا يَمْضِي إِلَى السُّعُرِ.
وَالصَّمْتُ يُسْكِتُنَا فِي وَجْهِ ظَاهِرِنَا --
وَالنُّطْقُ كَاشِفُنَا لِلْقَصْدِ وَالْخَبَرِ.
وَالْعَزْمُ طِفْحَتُنَا فِي النَّفْسِ سَاخِنَةً --
وَالْفِعْلُ قُدْرَتُنَا عَنْ نَاتِجِ الْعُمُرِ.
أَمَّا تَرَدُّدُنَا فَالْخَوْفُ يَفْرِضُهُ --
حَتـَّى يُعَطِّلَنَا بِالْجُبْنِ لَا تَخُرِ.
وَالْجُهْدُ نَبْذُلُهُ كَيْمَا يُسَكِّنُنَا --
وَالرَّوْحُ يُطْلِقُنَا فِي مَأْمَلِ الٍخَدَرِ.
وَالْعَجْزُ يُقْنِعُنَا بِالضَّعْفِ مَرْكَسَةً --
وَالْيَأْسُ كَالْمَوْتِ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَرِ.
وَالنُّجْحُ يَمْنَحُنَا حَقَّ الْحَيَاةِ بُنًى --
وَالْفَوْزُ يَمْلَؤُنَا قَلْبَ الْخُلُوْدِ طَرِي.
وَالْقُبْحُ يَقْبِضُنَا فِي سُوْءِ ذِلَّتِهِ --
وَالْحُسْنُ يَشْرَحُنَا لِلطُّهْرِ وَالْخَفَرِ --
وَالذُّلُّ يَسْلَخُنَا مِنْ قَدْرِ خِلْقَتِنَا --
وَالْعِزُّ يَسْتُرُنَا كَالْقِشْرِ لِلثَّمَرِ.
وَالضَّعْفُ يُفْرِغُنَا مِنْ عَزْمِ قِيْمَتِنَا --
والْأَزْرُ يَدْفَعُنَا لِلضَّمِّ وَالْكِبَرِ.
وَالْخَوْفُ يُقْلِقُنَا بِالْفَقْدِ مَهْبَطَةً --
وَالْأَمْنُ يَبْسُطُنَا فِي بُعْدِنَا الضَّجِرِ.
وَالْحُزْنُ يَعْصِرُنَا بِالضِّيْقِ عَنْ كَبَدٍ --
وَلِلسُّرُوْرِ هَوًى يَمْحُو صَدَى الْحَسَرِ.
ولي معلقة شعرية طويلة رصينة موثقة من الشعر الحر
( شعر التفعيلة ) خاصة بالحرية فقط سمَّيتها مرآة الوجود الفاتنة.
بقلمي وتأليفي / د . مُحَمَّد خَلِيْل الْمَيَّاحِي / العراق
Dr _ Mohammed Khaleel AL _ Mayya / Iraq
جمادى الأولى 1444 هجريّة
كانون الأوّل 2022 ميلاديّة