((( غائب بين الحضور ))) ***
عاد الشتاء وبقي مكانك مهجور ....
وساد السكون في كل الأركان ....
وصمت من كان لأجلك يصيح ويثور ....
وربما ظهرت وجوة مجهولة أو معروفة ....
لكنة الواقع فهناك غائب بين الحضور ....
غريب أن يأت الشتاء بذكريات نسيتها .....
فيحرك في الذهن أصابع تشابكت ....
و أرجل تسابقت بخطي بين إشارات المرور ....
كنت ألتف حولها ليس حماية بل شوق ....
وكأنني طفل أخافة الظلام ....
فلاذ بأمة بحث عن الحنان والنور ....
كانت عيونها سوداء .....
وروحها شفافة لها أجنحة كالطيور .....
لا تدري ماذا بداخلها .....
أهو شباب متهور متعجل .....
أم إنه كيان كهل متريث وصبور ....
كنت أحبها وبلا سبب ولا مرجعية ....
وكان حين يسألني الناس عنها ....
أقوم لاشيء فهي أمرأة عادية ....
لا تزيد شيء عن باقي النساء ....
ولا تحمل مزيد من الفضل والأهمية ....
لها عيوب كثيرة وكذلك ميزات ....
تميل للهزل وتعشق العبوس والجدية ....
أعتز بوقت معها و فقرات وفصول ....
وأزمات وعقبات ومحن وحلول ....
ومحطات من الشك والثقة ....
و التجسس والريبة والفضول ....
وأحقاب من الحاجة والإختراع ....
وعقود من الخيال والمعقول ....
حتي سئمت منا الأيام .....
فما عادت تهتم بمن يدعي أو يقول ....
إن كان لي حق لديك فإياة أحتاج ....
فالقلب بدونك مصنع مغلق معطل .....
فغياب الخامة عرقل خطوط الإنتاج ....
وعلية فإن حركة البيع تأثرت جدا .....
وصار خبر إفلاس المجموعة أشتاج ....
وتتالت الأنهيارات واحدة تلو الأخري ....
وعلي إثرها نقل المذكور للمشفي لتلقي العلاج ....
مألوف جدا أن أفقدك وقد فقدت الكثير .....
وأفضل للمرء أن يحيا وحيد ....
علي أن يكون مقيد و أسير .....
وما حك جلدك مثل ظفرك ....
فكيف تترك الحياة لغيرك يسير ويدير .....
ولتتوكل علي الله يا صاحبي .....
ولا ترهق نفسك في البحث والتفكير .....
فربي الله من خلق وقدر وهدي .....
من يعز ويحمي ويدافع ويجير ....
إرفع يديك إليه سبحانة .....
طلبا للفرج والجلد والصبر والتدبير ....
أسامة صبحي ناشي