الجميلات
هنَ الرائعات الخافقات
الشامخات للسماء بنبض الروح
يطرزنَ السلام لكل الحياة هنَ كالحمامات
بدور العباد البريئات
الجميلات
كخيوط قوس القزح كالخيول بيضاء تجري
في السحاب الماضيات مع الريح
الراكبات على أجنحة السماء كالنسائم على
ظهر الغيوم السارحات
الجميلات هن الخاسرات الرابحات
الطائرات الراكضات إلى حرب
النجوم
الجميلات لوحدهنَ بالياتٍ بروعتهنَ
بكل القلوب فهن الباقيات
الجميلات
هن سحر الإله للعباد المكرمات
هنَ رعشة الإنسجام الروح للحمام
هنَ الساحرات
هنَ الباهرات
الجميلات ملائكة الدهشة بالحنين
للحنين
هنَ زهور رغبة النفس للحب بصباحاتٍ
تدلكن الياسمين بالنسامات
الجميلات صاحبات و رفاق النبيذ
في التلاقي
فهن سيدات كل الساحات للإنسجام
بأجمل الأوقات
الجميلات ساكراتٍ بلذة الخمر بكاسات
ليال الأنس فهن أجمل الساهرات
الجميلات كإشراقة الروض الخفيف الباسم
الرقيق الشفيف كالعفاف العتيق
هنَ في بسهر الليالي طويلات ناهضات طالعات
للقمر بليلينا الأنيق
هن السمر و الحنطيات و البيض البالغات بسلم
الروح مثل رسايل الحب الساريات
الواصلات
الجميلات كنوزٍ مخبئةٍ بين ضلوعنا
فهنَ كذاك النور
الذي يغزو بقلوبنا لفجر يسطع على الدنيا
شعاعاً كالبرق الضاربات
الجميلات
ككرة الضوء تتدحرج نوراً بكل شارعٍ
و تزرع البسامات في الطرقات
لتشعلن بريقاً كالبرق تضرب كل النوافذ
بأجنحتها الفاتحات
الجميلات
هن غزلانٌ تحتكر كل الجمال لذاتها و تقسم
كل شيء لذاتها
كصورة الزمان تمضي للزمان بسهم عيونهنَ
المكحلات المغمزات
الجميلات هنَ سيدات العاطفة بالعشق
الثمين البالغات الراشيدات
فيشعلن حلاوةً بنارهنَ بقلوبنا بجمرات اللهب
المحبب و كأن هم بنات مراهقات
فنعشقهم بحرقة الحب بتعطشنا بشوقنا
المميت بألطف الكائنات
فنحترق كالرماد متعطشين بحسنهنَ
المبهرات
فالجميلات
هنَ البارعات بالنظرات هنَ القاتلات
بعيونهنَ الملونات الواسعات
كخيوط الشمس تجتاحنا بتلهفنا
فتلمعنَ بكل العيون و يدخلنَ إلى كل قلوبٍ
كالملكات بنورهنَ بكبريائهن
بحسن جمالهن
و يشرقنَ كالشمس في الصباح على الدنيا
كأشجار النخل المحمل بالثمار
الطالعات
الجميلات
هنَ جذور العرش العظيم منذ ملايين
السنين
فالجميلات بكل اللغات العالم هنَ
الجميلات
هنَ كالألئ البحار في أعماقنا المدفونة
بالأشواق تسبح في سُكات
فهنَ كالمرجان في كل المحيطات
تزرقن حيناً و تخضرن حيناً و تحمرن
كالشمس بساعة غروبها كلما حضناهم بقبلاتٍ
تشبه الإنفجار قبلة قبلة
فتشدنا لأحضانهن كجاذبات الموت فننكسر
أمام جمالهنَ الرائعات
فالجميلات
هنَ كذهب القصور بأجمل الألوان
المطرزات المنقوش بالألماس نور
المستشرقات
على الجدران مثل الثريات المعلقة
البريقات اللامعات
الجميلات
هنَ الملكات
و هن الأنسات
و هن الطالبات
و هن الزوجات المنتظرات الجالسات على سرير
النوم الحرير الناعم
فهن كالمراهم يداعبنَ بظل الليل صدورنا
حتى بزوغ الغسق فهنَ الماهرات و هن
الداعبات
فهنَ نائبات الملائكة بليلنا في أحلامنا
الساكنات بأحضاننا
البريئات الشقيات الساخنات بليلنا
هنَ النائمات
الجميلات
محارباتٍ جبارات بكل ساحات الحرب
و يتقنَ كل معركة الذات مع الذات
كالطيور الكاسرات هن يقتلن باللحظات
ثم يعيدوننا بإبتسامة مثل الأقدار
في لحظات
الجميلات
هنَ المكبلاتٍ كالأسيرات بكبر
القلاع المخلدات
و كل الطيور الدنيا تقف احتراماً لحسهنَ
كحراسٍ حول جمالهنَ من عسلٍ
و لصدورهنَ طريق من ملمس الحرير
يأخذنا للأحلام
و من بين نهدهنَ الباهر يتدفق زمزمٌ
و نهير
و لنهدهن سبعة بوابات سبع بواباتٍ
مقفلات
فهن كل مواسم الأفراح
فهنَ العاشقات المحببات تتراقصنَ
مع العشاق
تتألقنَ كمواسم التزاوج بالزوجات
فالجميلات هنَ كل المواسم الماطرات
بسمائنا الواسعات
فتزهر بالجمال في الربيع و تسحرنا
بحسنهن الساطع الناطح للسماء
بطيبهنَ بإسلوبهنَ
الراقيات
الجميلات
وحدهنَ يستحقنَ منا أحر القبلات
و ما أروع و ألذ تلك القبلات حينما تقسُ
على المداعبة
فيستاهلنَ منا كل ثناء عن جدارة و كل
الإحترام اللامتناهي
يستاهلنَ منا أثمن التحيات
يستحقنَ لوحدهنَ الجلوس على عرش
الكلام
فلا كلام بعد كلامهم و لا حياة دونهم
فيستحقنَ بكل زمانٍ
لقب ملكات الكون الأجدر و لقب
أجمل السيدات
فالجميلات هنَ كالأميرات الحاكمات
كالعروسات بليلهنَ السعيدات
الجميلات كزهرات الينابيع المبللات
بالندى برشفة الروح
فآه لو نلمس بأيدينا و نضع رأسنا على
نهدهنَ
الطالعات البارزات
الجميلات
هنَ كائنات رقيقات ناعماتٍ كالفراشات بكل
الألوان
ترقصنَ بأحلامنا و بأمانينا المشتهى
فهنَ البعيدات عنا و هنَ منا
القريبات
الجميلات
هنَ زهوراً من الياسمين تنثرنَ بعطرهنَ
الناثرات الفائحات بكل الطرقات
فهنَ العابرات بأفخر أنواع العطور كلما
عبروا و مروا
بصباحنا لمسائنا لقربنا بليالينا العاطرة
الساكنات
الجميلات
هنَ مسكن الإستعارات و كل حلمٍ و نافذة
على كل الإحتمالات
الجميلات بيت كل الأمنيات
نورٌ يشع برقاً من كل
النجمات
فالجميلات كحرف الشعراء المعطر بالريحان
متقنٌ من أرتب المفردات
الجميلات هن بيت كل قصيدٍ بأبهر
و أروع الكلمات
فالجميلات
هنَ تلك الأمهات و هنَ تلك البنات
المدللات الشقيات في بيوتنا و هنَ
الشقيقات
و هن الصديقات و هن الأقرب إلى القلب
فمن بين كل خلق الله لوحدهن
المفضلات
هنَ نور الحياة و قسمة القلب في الدلال
حتى الممات
هنَ تلك الفتيات الصغيرات الكبيرات
البريئات
هنَ الرقصات مع الفراشات بأوقات الحب
بكل الأغنيات
الجميلات
هنَ المحجبات المفرعات الطيبات
الداكنات بلمسهن الذاكيات
بحضورهنَ بكل المرايا بصورهم الحلوين
الجاذبات
فهنَ المسلمات العابدات لله الواحد
و هن الممثلات و المطربات و المعلمات و
الطبيبات و المهندساتٍ
و هن عالمات الذرة و ربات بيوت الشاطرات
و هنَ بخصرهن أبهر الراقصات
فالجميلات
هنَ وطن الأمطار و أرض القلائل حباً بمواسم
العاشقات
فهنَ أم الأوطان تحملن كل خرائط الدنيا
على أجسادهن
و هنَ أم الحكايات تحفظ ذاتها لزمانها
و بذاتها
و هن أم الأوقات السعيدة و هن ساعة الحظ
الذي لا يتكرر بكل المواعيد
فإن أقبلن و هن تغزو عاطفتنا
فتضيء لنا بالشمس كل اللحظات
الآت
فالجميلات
هنَ سبب الأوجاع إن غبنا و عنا
غابوا في الملذات
و هنَ سبب الأفراح إن كنا معهم و كانوا
معنا نشتفي بالحب و بالحوارات
فهنَ سبب تكوين هذا الكون بكل جماله
فهنَ أصلُ المكان و هن أصل الزمان و هن
كل السلام للسلام برسائل
كل الديانات
فالجميلات هنَ أم العبادات و مقصد
كل الكائنات
حواءٌ قد أغرت من قبل ملاك الله فأسقطه
من الجنة
فحتى سيدنا آدم بحث عن الجميلة
بزمن البدايات
فهنَ بأي زمانٍ كانوا و بأي مكان حلوا
فالزمان يحلو بهن
و المكانُ يصبح جنةً بهن فهن بكل شيء
الحاسمات
فإن أقبلت في الصباح فهنَ الجميلات
و اذ أقبلت في المساء فهنَ الجميلات
المقبلات
فإن كانوا القريبات يحرقن قلوبنا عاطفةً
و شعورا كالشمع الذائبات
و إن كانوا في البعد فهن
الذابحات
الجميلات هن أجمل ما خلقه الله من
بشرٍ بوجههنَ المشرقات بنظراتهنَ
القاتلات
فلولا الجميلات ما سجدت كل الكنائس
للراهبات
فلولا الجميلات ما جعل رب العرش الجنة
تحت أقدام الإمهات
فالقصيدة تنكسر وجعاً
ما لم يقرأها تلك السيدات المثقفات
القارئات
سيدات كل اللغات سيدات كل المفردات
و كل الكلمات
و الصبح يصبح ظلاماً إن لم يشرق من
وجه الجميلات الضاحكات
المبتسمات
و الليل يخجل بقدومه إن لم تطل
الأقمار
بوجهها الجميل من سابع
السموات
فأشهدُ بأني حيٌ حينما أكون مع
الجميلات
و أشهد بأني أصبح شاعراً محنك
حينما أكتب عن الجميلات
فما أعظم تلك الكائنات أؤلئك المخلوقات
الماهرات بكل التعامل
اللاعبات الشامخات الناعمات الباقيات
فوق جبين القمم الساحرات
فهنَ كالخيول الجاريات فوق صدورنا
الراحبات
بدعسة أقدامهنَ الراكضات الماشيات على
الماء قطرة قطرة ثم رشفة رسفة من رعشة
اللمس
فهن الراحلات لرغباتنا بأحضانهنَ
الدافئات
الجميلات هن الجميلات
هنَ ككتب الآلهة تلخص للعمر كل
القيامة
و هنَ جنة الخلود بأرواح العاشقين
للعاشقات
الجميلات
كعالم السحر و الخيال تشكل شكل حياتنا
و تلخصها
بوجودهنَ بدفئهنَ الحارقات
بقلوبهن كالقيثارات الموسيقيين يدندنَ
بحلاوتهن أجمل النغمات
فهنَ أجمل المعزوفات بكل حياتنا بلحن
الخلود للأبد حتى بما جادت
فهن أعذب ما يرنو طرباً و هنَ يعزفنَ
بأنين الكمنجات
فما أروع الليالي إن جارها رقصة الملائكات
الباهرات المبدعات
فهنَ بوابة كل حياةٍ و رونقها الجميل
و هنَ بوابة كل حلمٍ و دربها إلى
واحة الأمنيات
فهنَ البحر الواسع الوسيع برشفة النوارس
الراقصة مع الموجات
هنَ أجمل عرائس الأرض و دربها للمدى
الشاسع لمهد الدنيا لأبعد لأخر الحدود
لأبعد المسافات
فالجميلات هنَ الجميلات
هنَ سيدات الحضور بكل الساحات
و بكل زمان
هنَ سيدات القصور البريقات الكاملات
الجالسات الواقفات
فإن حضرنَ حضر الفرح و اختصر القلب
عشقاً بالنبضات
فهنَ في بيت السماء بغدنا المنتظر عند
أبواب القيامة حوريات
بجمال السماء هنَ الفاتنات الراضيات
الصالحات
فالحب لكل الجميلات
و العشق لكل الجميلات
و الحياة لكل الرائعات
و كل لغة الشعر قد خلقت من أجل الجميلات
و البحر تجمل بلونه الأزرق من إنوثة الجميلات
و الأرض و هذا السماء المليئة بالنجوم
و هذا الهواء العليل الذي نحيا به
شهيقاً و زفيرا
هو من هواء و نفس صدر الجميلات
فشكراً لكل جميلات هذا الكون لكل
السيدات
اللواتي تتقنَ القبلات و فن التعامل
باللمسات
فشكراً لكل واحدةٍ تأتي لتدهشنا بجمالها
لنحيا عشقاً بهن
فتقتلنا بسهمنَ و نحن سعداء برمشهنَ
من عيونهنَ الراميات
الصائبات
كل باقات الورد لا تقدم إلا للجميلات
و النور المشع بأبهر الضوء فلا يشرق
إلا من وجه الجميلات
و سلة الأملِ للحب و الحللُ و الغزلُ و العسلُ
و الكمالُ و الدلالُ و حسنُ الختامُ
لا يكتملُ إلا بلقاء الجميلات
فالعيد هو عيد الجميلات
و الحرب هو حرب الجميلات
و الحزن حزن الجميلات
و الفرح هو فرح الجميلات
و هذا الشعر العاطفي بالغزل الذي يستريح
بأعماقنا لألف دهر هو شعر
الجميلات
فاذا جاء الكلام من وحي القوافي يدغدغنا
لندرك بوجودنا كأحياء
فهو يأتي فقط لغزل الجميلات
فالجميلات هنَ كآلهة المعابد الكبيرة
الأنيقات
فالقصيدة لا تحتاج إلى معجزة كبيرة
لتكون سيدة القصائد
بل هي تحتاج فقط لقافية تحسن الكلام
بحق النساء الرائعات
الفاتنات البديعات سيدات كل الدنيا
و كل الكلام
فشكراً لسيدات القلوب سيدات الروح
للأبد
فهن كالأحلام البعيدات ببعدهن
في أرواحنا الراسيات
فإن الجميلات
سيدات الكوكب الأحمر و المشتري و
الزحل
بثوبهنَ المطرزات بأصابع الآلهة كالماء
هن الشفافات
فهن كالمرايا تعكس صور كل النجوم و الشهب
الذاحفات
الزاحلات
العابرات بألف حلم
فالجميلات هنَ الجميلات
العائدات من موتنا إلى موتنا في الأبدية
المطلقة على دروب الإستعارات
هنَ إلينا القادمات و هنَ منا بإنكسارنا
الراحلات
فإن متُ أنا بحسرتي يوماً بغيابهنَ
فأعلموا يا أيها الناس
بأني أحببت سيدة واحدة من النساء
كانت كافرة لحد الموت
مضت كالغريبة تطرز بكفني هناك و أنا
نسيتها الآن من بعد موتي
فكانت حبيبتي و شريكة حياتي و قاتلتي
الملعونة تلك
من أشرس و أنبل الخائنات
فالجميلات هنَ الجميلات
و الخائناتِ لوحدهنَ ... هنَ الخائنات
ابن حنيفة العفريني
الشاعر مصطفى محمد كبار
حلب سوريا 2025/5/10
