الثلاثاء، 1 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{عصفور الموت}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{علاء الغريب}}


{ عصفور الموت }  

يَا أَيُّهَا الطِّفْلُ المَغْدُورُ  
لَا تَقُلْ إِنَّكَ أَبْكَمُ أَوْ أَصَمُّ  
وَإِنَّ عَقْلَكَ مُخَشْلِشٌ  
إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لُعْبَةَ المَوْتِ  
جَعَلَتْ فِكْرَكَ  
تَائِهًا  
مُشَتَّتًا  
مُشَوَّشًا  
مُتَلَشْلِشًا  
وَأَصْبَحْتَ ضِمْنَ سَحَابَاتِ المَوْتِ تَطُوفُ  
كَرِيشَةٍ فِي السَّمَاءِ ثَمِلَةً  
تُلَاعِبُ عَصْفَ الرِّيحِ مُنْتَشِيَةً  
تَدُورُ... وَتَدُورُ  
تَبْحَثُ عَنْ زَهْرَةِ طُفُولَتِكَ اليَانِعَةِ الضَّائِعَةِ  
المُنْبَثِقَةِ مِنْ بَيْنِ أَضْلَاعِ التَّشَرُّدِ  
وَزَغَارِيدِ الرَّصَاصِ الطَّائِشِ  
وَشَوَاهِدِ وُجُوهِ القُبُورِ المُتَجَعِّدَةِ  
وَصَمْتِ أَطْلَالِ جُسُورِ وَطَنِ المَحَبَّةِ  
المُهَدَّمَةِ المُعْدِمَةِ  
وَبَيْنَ أَزِقَّةِ أَحْلَامِكَ 
الفَخَّارِيَّةِ المُتَبَشْبِشَةِ  

...٢  
يَا أَيُّهَا العُصْفُورُ المَغْدُورُ  
مِنْ صَيَّادِي طُيُورِ الحَيَاةِ  
لَاحِقُ أَنْفَاسِكَ الهَارِبَةِ اللَّاهِثَةِ  
مِنْ جُرْحِكَ المَسْكُوبِ  
قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهَا  
آخِرُ نَوَابِضِ الغُرُوبِ  
لَعَلَّكَ تُحَظَى بِزَهْرَتِكَ البَائِسَةِ  
بَيْنَ شَوَاهِدِ القُبُورِ المُزَرْكَشَةِ  
فَإِنْ رَأَيْتَهَا  
قُلْ لَهَا... أَنْ تُسَلِّمَ  
فَهُنَاكَ أَجْسَادٌ تَغْفُو مُتَأَلِّمَةً  
أَخَذَتْهَا غَدْرًا ذَاتَ مَسَاءٍ  
أَيَادِي المَوْتِ المُتَوَحِّشَةِ  
انْظُرْ حَوْلَكَ... وَتَحَمَّدْ  
فَهُنَاكَ قَبْرُ أَحْمَدَ  
وَذَاكَ قَبْرُ عَلِيِّ  
وَذَا عِيسَى وَمَرْقُسَ  
وَهُنَاكَ قُبُورٌ  
لِفَاطِمَةَ وَمَرْيَمَ وَعَائِشَةَ  
وَقُبُورٌ أُخْرَى بِالآلَافِ  
أكَلَ الدَّهْرُ مَعَالِمَهَا  
وَشَوَاهِدُهَا مُهَشَّمَةٌ مُهَمَّشَةٌ  
إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ صُوَرَ المَوْتِ  
سَرَقَتْ مِنْ فَمِكَ حِبَالَ الصَّوْتِ  
وَأَضَاعَتْ بَيْنَ رِكَامِهَا وَرِكَامِكَ  
حُلْمَكَ المُعَرَّشَ  
إِنِّي أَعْلَمُ  
أَنَّكَ كَفَرْتَ بِشُمُوعِ أَعْيَادِكَ  
وَبِعَصَائِرِ احْتِفَالَاتِ مِيلَادِكَ  
وَبِأَلْعَابِكَ  
وَبِقَالِبِ حَلْوَاكَ  
وَمِنْ صَرْخَتِكَ الأُولَى المَنْهَكَةِ  
البَاكِيَةِ الجَاهِشَةِ  

...٤  
إِنِّي أَعْلَمُ يَا عُصْفُورَ المَحْرَقَةِ  
إِنَّ القَهْرَ وَشَمَ  
عَلَى جَسَدِكَ العَارِي المُرْتَقِ  
أَلْفَ صُورَةٍ وَصُورَةِ انْهِزَامٍ مُوحِشٍ  
وَلَمْ تَعُدْ تَلْعَبُ  
مَعَ طُيُورِ الشَّمْسِ المُشْرِقَةِ  
لَمْ تَعُدْ زَائِرَ الفَجْرِ المُغَرِّدِ الوَاعِدِ  
الَّذِي عَلَّمَنَا التَّعَايُشَ  
عِنْدَمَا بَنَى أَعْشَاشَهُ  
تَحْتَ ظِلَالِ المَآذِنِ وَالصَّلْبَانِ  
لَمْ تَعُدْ تَثْمُلُ مِنْ كُؤُوسِ عَسَلِ اليَمَنِ  
وَتُعْزِفُ دَاخِلَ بَهْوِ مَمْلَكَتِهِ الأَلْحَانَ  
لِتَفِيضَ مِنْ ثُغْرِهِ شَهْدُ الأَشْوَاقِ العَطْشَى  

...٥  
يَا أَيُّهَا العُصْفُورُ المُشْتَاقُ  
لَمْ تَعُدْ تُلَاحِقُ «جُوبِيَّاتِ» صَيَّادِي  
سَمَكِ الرَّافِدَيْنِ وَتُطْرِبُ اهْتِزَازًا  
وَتُغَازِلُ قَصَبَ «الأَهْوَازِ»  
وَتَرْقُصُ طَرُوبًا عَلَى أَفْنَانِ نَخِيلِ بَغْدَادَ
فِي عُرْسِ العِرَاقِ المُدْهِشِ!  

...٦  
يَا عُصْفُورَ دِمَشْقَ  
لَمْ تَعُدْ تُوَاعِدُ يَاسَمِينَةَ عِشْقِكَ  
بَيْنَ أَنْفَاسِ الأَزِقَّةِ  
وَتَرْمِي لَهَا مِنْ فَوْقِ المَآذِنِ  
أَوْرَاقَ الرِّيَاحِينِ  
كُلَّمَا القَلْبُ دَقَّ  
فَيَاسَمِينَتُكَ قَدِ اقْتُلِعَتْ  
وَبُنِيَ مَكَانَهَا خَنْدَقًا  
وَنَاعُورَةُ «حَمَاهَ»  
قَدْ حَلَّ عَلَى أَنْفُسِهَا التَّعَبُ  
وَقَلْبُهَا مِنَ الحَسْرَةِ تَعَرَّقَ  
لَمْ تَعُدْ تَغْسِلُ ضَفَائِرَهَا  
بِمِيَاهِهَا البَارِدَةِ المُنْعِشَةِ  
وَلَمْ تَعُدْ تَسْمَعُ قُدُودَهَا  
وَتَلْتَفُّ مَعَ رَقْصِهَا الصُّوفِيِّ  
وَتَدُورُ مَعَهَا طَرُوبَةً  
وَلَمْ تَعُدْ تَنْتَظِرُ زَائِرِيهَا  
بِشَوْقٍ عِنْدَ الغُرُوبِ  
فَقَدْ أَصْبَحَتْ أَنْفَاسُهَا مُتَلَاشِيَةً  

...٧  
يَا عُصْفُورَ غَزَّةَ اليَافِعَ  
يَا أَيُّهَا الضَّائِعُ بَيْنَ صَرَخَاتِ  
الفَوَاجِعِ وَالمَوَاجِعِ  
إِنِّي أَعْلَمُ إِنَّ عَقْلَكَ  
يَرْفُضُ أَنْ يَكُونَ طِفْلًا  
فِي هَذَا الوَاقِعِ  
فَكُلُّ مَا فِي وَطَنِكَ  
أَصْبَحَ فِي عَيْنِكَ  
عَالَمٌ مَلْعُونٌ... مَلْعُونٌ... مَلْعُونٌ  
مَجْنُونٌ مُتَوَحِّشٌ  
يَحْكُمُهُ عَصَابَاتٌ قَاتِلَةٌ  
وَسِلَّةٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ النَّاهِشَةِ 

       •علاء الغريب/ كاتب صحفي 

نص نثري تحت عنوان{{حينَ يُصفَّقُ الجمهورُ}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


 "حينَ يُصفَّقُ الجمهورُ"


في البَدءِ
كانَ المَشهَدُ غُبارًا،
وأعيُنٌ مَشقوقةٌ
بِخُيوطِ الضَّوْءِ المُلفَّقِ.

المَقاعِدُ مُمتلئةٌ،
وَكُلٌّ يَحمِلُ تذكِرَتَهُ
كَأنَّها صَكُّ غُفرانٍ
مِن لُعبةٍ لا يَفهَمُها.

عَلَى الخَشَبَةِ
تَرقُصُ الضَّحيَّةُ
بِأطرافٍ مَبتُورَةٍ،
تَبتَسِمُ
كما اقتضى نَصُّ الدَّورِ المُفخَّخِ

يَتَسَلَّلُ الرّاوي
مِن بَينِ فَواصِلِ النَّشِيدِ،
يُرَتِّلُ
وَصايا النَّصِّ
بِصَوتِ مَنِ انكَسَرَ بداخِلِهِ المَنفى.

يَبدَأُ العَرضُ:
تُولَدُ الأَكذُوبَةُ
بِمُؤثِّرَاتٍ حَقِيقِيَّةٍ،
يَنزِفُ الصَّمتُ مِن جِرَاحِ الإضَاءَةِ،
وَتَعلُو المُوسِيقَى
كَأَنَّ النَّشَازَ
مُقَدَّسٌ.

الجُمهُورُ
يَنحَنِي،
يَبكِي،
ثُمَّ يُصَفِّقُ.

صَفِيرُ الِانبهَارِ
يُغَطِّي
صَرخَةً
لَم تُسَجَّلْ
ضِمنَ الصَّوتِيَّاتِ.

الضَّحيَّةُ
تَنحَنِي بِدَورِهَا،
تُلقِي تَحيَّةً أَخِيرَةً
لِمَن أَلقَى بِهَا
فِي دَورٍ لَم تَقرَأهُ.

خَلفَ السِّتَارِ
يَكتُبُ المُخرِجُ
نِهَايَةً جَدِيدَةً،
بَينَمَا الجُمهُورُ
يَنتَظِرُ الجُزءَ القَادِمَ
مِن نَفسِ المَسرَحِيَّةِ،
بِأَبطَالٍ جُدُدٍ
لَكِنْ بِذَاتِ القَفَصِ.

وَحِينَ تُغلَقُ السَّتَائِرُ
يَخرُجُ الجَمِيعُ
وَقَد صَدَّقُوا
أَنَّ الحَقِيقَةَ
كَانَت عَرضًا،
وَأَنَّ الدَّمَ
جُزءٌ مِن المُؤثِّرَاتِ البَصَرِيَّةِ.

بقلم دنيا محمد

نص نثري تحت عنوان{{من ترهاتي}} بقلم الكاتبة المغربيةالقديرة الأستاذة{{فاطمة الجلاوي}}


من ترهاتي..

 أراك.. 
 تراقص أبعادي السبعة
 في كوكب الفقد،
 تتلاشى في زبد الهيام،
 وأنت ثملٌ بالغياب.. 
 بسمة الحنين.. 
 تفتك بكبريائك،
 أيها الطائر الحزين.
 وأنا بين يدي.. 
 هالاتنا البيضاء. 
 أردد صلاة العودة،
 أنت شبيهٌ بظلي المغترب
 الذي يلازم دوراني.
 أنا وردة خالدة،
 نفحة سلام.. 
 تعرج بك كلما هربت مني،
 لأنني قطب في أبعادك السبعة.
في لحظة ما
 كنت فيها رمادي،
 ذات حيلة من الترهات،
 وشمتَ أبجديتي من العبث
، ووشمتُ ترهاتي في نظراتك.
 كتبت اسمك.. 
 في لوحة مفتاحها.. 
 حرف يُطرب الفناء
 في صخب اللامنتهى.
 أسألك دومًا:
أين بذور الرماد؟
 التي تزرع في مشيمة الغياب؟
 كل الرؤوس أينعت قصائد
 في الباب الخلفي على عتبات العالم الآخر.
 تُقبل ناصية العشق في محرابي،
 أبجدية كينونتي..
 نفحة هيام تنير سمائك في الأثير،
 تراقص أبعادي السبعة.
مسحت دمعة الغياب في الحضور،
 وأنت طفل بين يدي الحنين،
كم كنت غبيًا صبيًا
وأنت تحرق الرماد
 في بسمة الشوق.
 ماهية البلاء..
 عقد فريد.
 يفقد مفتاح سره
في رقصة البعد السابع.
 الدوران، الدوران،
 رقصات في أبعادي السبعة.

الاتنين 30 يونيو 2025

فاطمة الجلاوي 

نص نثري تحت عنوان{{ميزان الدم}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{إيمان_مرشد_حمّاد}}


ميزان الدم 

لم أكنْ أعرفْ أنني سأحمل صغيري ذات شروق، لا ليرى نور الشمس ، بل لألملم ما تبقى منه كي لا تلتهمه الريح. صرخات ألمه ما زالت عالقة في شقوق الجدران التي لم تبقَ قائمة، وأصابعه الصغيرة تناثرتْ في مهب الريح دون أن امسك بعضاً منها. 

. في غزة، لا نشيّعُ أبناءَنا إلى مثواهم الأخير  كما تفعل الأمهات الأخريات ، بل نلملُم من الشوارع أشلاءهم ونوزعها على أكفّنا، نوزنها بحجم الحنين والتضحيات، ولا نضعها بين طيات الأكفان البيضاء. 

عندما رأيتهُ على شاشة التلفاز ، عرفتُهُ من عينيه فقط. لم يُبقِ الانفجار ما يدلّ عليه سوى بريقها.  انا ككل أمٌ لا احتضن طفلي بل اتحسّس رماده واسأل: "هل هذه رائحته؟" هل هذه البقايا من ملامحه؟ 

بالأمس، جاء الخباز. لم يحمل خبزًا كما اعتاد في السابق . بل جاء يعتذر قائلاً والحسرة والعجز يبدوان على محياه  إن الوقود انقطع، وإن الطحين تحوّل إلى غبار مثلنا. ومع ذلك، طلب مني طفلٌ من الجيران رغيفًا، فقلت له بواقعية مرّة  "هل تملك ذراعًا واحدة؟ نظر إليّ وكأنه لم يفهم فتابعتُ مع تنهيدة حارقة :" الخبز اليوم يُشترى بها".

#بقلمي_إيمان_مرشد_حمّاد 

قصيدة تحت عنوان{{شريكُ قيسْ}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{المستعينْ باللهْ}}


* شريكُ قيسْ *

    لاتلعبْ بخافقي
    تراهُ مطعون
    يمر بنقاهه عسى
    تنتظم خفقاتهْ
    
    لاتخونْ وتغدر
    ياباهي العود
    واللهْ توني
    معالجهْ وكدماتهْ 
    
    لاتلعبْ بهِ يرحم
    أمكْ وأبوكْ
    واللهْ مسكين
    لاتبعثر  خفقاتهْ
    
    ياويلْ كبدي
    وياحزنْ خافقي
    علامْ حواءْ دوم
    تشكك بضرباتهْ
    
    مشاعري صادقة
    ياحبي النمرود
    والعالمُ الله بكل
    واحدٍ وغاياتهْ
    
    ودي أرمي همومي
    بحضنكْ
    وأسمعْ لحنْ قليبكْ
    ودقاتهْ
    
    وأغرسُ المهموم
    راسي بصدركْ
    وأنام وأنسى
    الوجعْ ونغزاتهْ 
    
    لاتبخلْ يا ابن
    الأجاويدْ والجودْ
    ديوانْ أبوكْ
    عاليةٍ طناباتهْ 
    
    يُفكْ العاني
    ويقري الضيفْ
    وأنا أسير
    حبكْ وغدراتهْ 
    
    تعبتْ أمشي
    وراك  وتتهمني
    صرتْ شريك
    قيسْ وخطواتهْ
    
    مجردُ خربشةٍ بقلمي
    * المستعينْ باللهْ *

2025 

قصيدة تحت عنوان{{دَعِ التّقاعُسَ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


دَعِ التّقاعُسَ

قَناعةُ المرْءِ في دُنْياهُ إيمانُ
وخيرُ فعْلِهِ في تَقْواهُ إحْسانُ
وكُلُّ فعْلٍ عنِ الخَيْراتِ مُبْتَعدٌ
فانّ معناهُ عنْدَ الفَهْمِ خُسرانُ
يا راجِياً رَحْمةَ الرّحْمان مُقْتَرباً
إنّ التّقَرُّبَ بالإحْسانِ عُنوانُ
دعِ التّقاعُسَ في الخَيراتِ تَطْلُبُها
فلنْ يَفوزَ بما يَرْجوهُ كَسْلانُ
وكُنْ لَبيباً بحَبْلِ الله مُعْتَصِماً
فالعِلْمُ نورٌ وجَهْلُ النّاسِ بُهْتانُ

حُبُّ العُلومِ بِحُبِّ اللهِ يَكْتَمِلُ
والعِلْمُ رافِعَةٌ يَرْقى بها العملُ
تَسْمو العُقولُ بِحُبِّ العِلْمِ إنْ عَزَمَتْ
فلا فُتورٌ ولا ضُعْفٌ ولا وجَلُ
هذا بلاغي إلى الإنْسانِ أنْقُلُهُ
فيهِ البيانُ وفيهِ النّورُ والأمَلُ
وما يُفيدُ فإنّ اللهَ يَسّرَهُ
إنّ التّعَلُّمَ بالإنْسانِ يَنْتَقِلُ
خُذْها إليكَ بِنَبْضِ القَلْبِ قدْ كُتِبَتْ
تِلْكَ السُّطورُ إلى الوَهّابِ تَبْتَهِلُ

محمد الدبلي الفاطمي 

نص نثري تحت عنوان{{أنثى بنكهة الفصول}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


(أنثى بنكهة الفصول )

من نسل الأرض الخضراء،
ومروجِ الفرحِ الممتلئةِ نعمة،
وُلدت أنثى من رحمِ الياسمين،
رداؤها موجٌ أزرق،
شَعرُها يشبه وجهَ أمّها... الشمس،
جسدُها سنبلةُ قمحٍ تتلوّى بوجهِ الريح.

تارةً تراها تعبر الأنهار، تزغرد كالأطفال،
وتارةً تراها سبيكةَ ذهبٍ تلمع بفرحٍ ونعيم.

إن رأت دمعةً لحبيبها،
أو شعرت بلحظةِ انهزامٍ وانكسار،
هرولت مسرعةً،
حملت من خيراتِ المطر أطنانًا من الحب،
لتغسل عنه كلّ الخطايا والهموم.

في يدِها شعلةُ بخور،
وعلى شفاهِها "بسم الله"... يسمعها الله من عمقِ النور.

إن بكى، وعلى كتفها شكا واتّكأ،
صدحت أغنياتها، وارتعش قلبُها الحنون.

حين ترى وجهَ الحبيبِ يضحك، يهلّ نور،
ترقص، تطير، تفرح، تتبارك بوجهِه الصبوح.

هي أنثى،
وُلدت بين أحضانِ الفصول،
مزوّدُها ممتلئٌ بنعمةِ الحب،
عطرُها محبّةٌ ونور.

    سهى زهرالدين 

الاثنين، 30 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{صرخةٌ في البيداءِ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{عائشة_ساكري}}


صرخةٌ في البيداءِ. 
بقلمي عائشة_ساكري من_تونس 
 29 جوان 2025

وحدَه البحرُ يسمعُ أنينَ الحيتانِ.
بَرْدُ التلاقي أطفأَ نارَ قلبي، وحرُّ اشتياقي...
أمضيتُ عمري في بناءِ سفينتي. 
ولمّا انتهيتُ، جفَّ البحرُ مني
صقيع النّوى أثلجَ صدري
وماتتِ الروحُ وكلُّ أمنياتي.

في غسقِ الغروبِ أعبرُ النفقَ.
بيني وبينَ الليلِ آهاتٌ لا يُسمعُ لها أنينٌ.
حواجزُ وأشواكٌ تُظللُ طريقي.

تهبُّ نسائمُ الذكرى على بابِ داري، 
تُشعلُ فتيلًا رغمَ سيلِ الأمطارِ.
عشقتُ السيرَ حافيةَ القدمينِ، 
الأرضُ داري والسماءُ غطائي.

ومضيتُ...
لأنّه لا أحدَ يعرفُ أنّي أبكي.

وغدًا سوفَ تزهرُ روحي في البيداءِ. 

قصيدة تحت عنوان{{مشكاة جمري}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{خليل شحادة}}


مشكاة جمري

عِدّيني يا سُبحَة الدهر دهري
وطقطقي من سنيِّ العمر عمري
هو وجع كأس الوداع مشيئة القدر

كأنه نَفْخ صُور صرصر ريح الحذر 
أسقِطْني ذابلاً وكفاه ألماً  صبري 
أدخلًتني باباً واخرجني باباً إلى القبر
هو الوداع وفراق إلى أجل قد حضر

لا ألومك حبيبي من بُعادك والهجرِ
من بَعدكَ ليس لي إلا الدمع وصبري
قلبك نبض شِعري وروحك إلهام حبري 
قصيد عشقي نار حبي مشكاة جمري

بقلمي : خليل شحادة لبنان 

خاطرة تحت عنوان{{صباح في يوم شتائي}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{عبد الحكيم فارح}}


 صباح في يوم شتائي

هناك من لا نراهم بالعين و لكن نشعر بوجودهم في قلوبنا و حياتنا... لا نعرف أين يتواجدون و أين يسكنون و لكن نحس أنهم يشبهوننا تماما و كأنهم نحن... في جزئياتنا و تفاصيل حياتنا... يرتشفون القهوة كما نرتشف... و من حين إلى آخر يسهرون تحت ضوء القمر 🌙🌙🌙 إلى السهر ...
يعشقون الورد و العتمة و مولوعون بالوشاح في فصل الشتاء و يفركون أصابعهم و هم يتأملون سقوط الثلوج و هم يستمتعون ... يألمون للخريف و ابتساماتهم كورود الربيع و أنفاسهم كنسمات الشمال في فصل الصيف و كلماتهم دافئة كهبوب ريح الخريف ...
 و من يدري ربما إذا التقينا بهم ذات يوم ستكون حياتنا أجمل...
لكنها الحياة!!!...
بقلمي 
الأستاذ عبد الحكيم فارح 
مدينة جيجل 
الجزائر

قصيدة تحت عنوان{{ أين العرب؟}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


 أين العرب؟

بقلم // سليمان كاااامل
***********************
أين العرب؟
ذكرى وماض قد ذهب
حروف خُطَّت بالدماء
صفحاتها نور
لا وعظ أو خطب

أين العرب؟
في خيال الأحرار
حين علت صيحاتهم
تُزلزل البُغاةَ
في كل المحافل لهم رهب

أين العرب؟
في نظرة استفهام
تملأ العيون سخرية منا
أين من حملت أوامرهم سحب؟

ألم يقل أميرهم ذات يوم
أَمطِري حيث شِئتِ
سوف يأتي خراجك
ولا عبرة لمن أبدى العجب

أَبحثُ في
ثَرى الأرض التي بُوركت
كم من دماء أُريقت عليها
كم من دموع لثكلى تنتحب

لعلي أشتم عبير عربي
لعل ذرة من تراب تجيب
أننا أحياء
وفينا الضمير
والغضبة الكبرى التي تجب

أين العرب؟
سألتكم يابقايا
يا أشباهاً نطقت بلغتي
والزي قد تبهرج قد ترقق
في طياته يلمع ذهب

بعض....من عربي أراه
بيننا صياح وفواح
وأمام أسياده
راكع ساجد
ويرتل لهم آيات الولاء
ويقدم القُرَب

ياعروشاً
بلا حكام بلا أسياد
ياكراسٍ فوق الكراسي
ياصمت العار
ياندب وشجب

أين العرب؟
مللت السؤال
مللت البحث
أطفأت السراج
أظلم النهار
فهل في الليل أجد العرب؟

فكم من ضعيف
وكم من امرأة
وكم من طفل
جميعهم صاحوا
جميعهم قد استغاثوا
ومن استأسد ولى وهرب

أين العرب؟
أين العرب؟
************************
سليمـــــــان كاااامل....الإثنين
2025/6/30

قصيدة تحت عنوان{{يا غائبًا}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


يا غائبًا ..

يا ظالمًا ..إنّ ابتعادك موجعُ
ويضيقُ إِذْ غبتَ الفضاءُ الأوسعُ

طيف الضّيا يعشى العيونَ بنورهِ
يجلو ظلام الكون لمّا يطلعُ

البدر يستضوي بنور جبينه 
ذاك الّذي في خافقي يتربّعُ

مولاي صار الأنس بعدك وحشةً 
كلّ الأماكن في غيابك بلقعُ

وجلستَ سلطانًا على عرش الهوى
والقلب ممتثلٌ .. تقول فيسمعُ

يلقي السّلاحَ وفي قيودك يرتمي
قلبي .. وكنتُ أظنّهُ لا يخضَعُ

حزتَ الوقارَ وهيبةً وملاحةً
وجمال روحٍ .. لم يشبهُ تصنّع 

هذا البهاء سجيّة وطبيعةً
فيكم .. وما شاب الخصالَ تصنُّعُ

يا غائبًا مازلتُ مُذ فارقتهُ
مترقّبًا أخبارهُ ..  أتطلّعُ

ليلي يطولُ .. ظلامهُ لا ينجلي
وسهرتُ تؤنسني النّجومُ الطّلَعُ

ويحي لقد قامت قيامة خافقي
ويحلّ بي ما لم أكنْ أتوقّعُ

كلّ الأمورِ إلى مرادك  تنتهي 
فالعمر ينثرُ في يديكَ ويجمعُ

نارٌ من الأشواقُ تكوي أضلعي
صبري تخرّ سقوفه .. يتزعزعُ 

والعين إذْ  وجَبَ الوداع وجدتُهَا
مطرتْ غمامتها بدمعٍ يهمعُ

وأقول يا نفسُ اصبري .. فتجيبني
قدْ بعثرتْ صبري الرّياحُ الأربعُ  

حَتَّى إذا عنّي ابتعدتَ مجافيًا  
قلبي العنيد عن الهوى لا يرجعُ

والطّيف أمسى لا يفارق خاطري
يجلو الدّياجي  نورهُ المتشعشعُ

مُذْ  غبت ودّعَتِ السّماءُ نجومَهَا
فمتى تعود .. وألف نجمٍ  يسْطَعُ

فيصيرُ  ليلي  كالنّهار  ضياؤه 
وكأنّ  أفقي  بالجمانِ  مرصّعُ

ويطلُّ في قلبي ربيع ساحرٌ
من بيلسانٍ عطرهُ يتضوّعُ

إنّ الزّمانَ لباخلٌ فإذا سخَا 
يعطي ويذهلنَا بما قدْ يصنعُ

ما نفعُ عمرٍ في غيابكَ ينقضي
كلّ الزخارف لا اراها تنفعُ

حتّى إذا عنّا صرفتمْ خافقًا 
قَدَرٌ يخبُّ به الينا .. يرجعُ 

مهما مسافاتٌ تفرّقُ بيننا 
سرٌّ  .. لروحينا أراهُ يجمعُ

من دنّ حبّك قدْ رويتُ محابري 
والحرفُ باحَ بما تكنُّ الأضلعُ

                     بقلمي / رفا الأشعل

                       على الكامل 

قصيدة تحت عنوان{{رفيق دربي}} بقلم الشاعرة المغربية القديرة الأستاذة{{حياة مصباح}}


(رفيق دربي)

فؤادي في هواكَ يرى انصياعا
وهمٌكَ من أحاطَ بهِ الصراعا

أُحبُّكَ حينَ أكتبُ جلَّ شعري
وطول العمرِ  أعتمد اليراعا

رفيقُ الدربِ : مالكَ لستَ ترضى
وها أئنذا  نزعتُ لكَ القناعا

أما اشتاقَ الفؤادُ لديكَ نحوي
أم أنّكَ  قد أضعتَ كمن أضاعا 

أُنازعكَ الغرامَ  وأنتَ  قربي
وهل أخشاكَ إن خضتُ النزاعا

رفيقي كيفَ تبعدُ عن دروبي
وقبلٌ ، كنت تهفو بي اجتماعا

رأيتُ ومارأتْ عيني سواكَ
فسارعَ  بي الفؤاد لك اتباعا

رفيقي كلما مرت سنيني
وجدتك في الوجود لي الْمتَاعا

وأنك في سمو القدر رفعا،  
بكَ  اللهمَّ  قد زدتُ  ارتفاعا

رأيتك يارفيق الدّرب تبدو
 بحالِ اليأسِ تأملُ أن تطاعا

كفاني في الدّنا بك لي أنيسا
ولو قطعوا الطريق لنا اقتطاعا

فعدْ لي  واصلا تطفي لهيبا
فشوقُ الحبِّ يأمرنا اقتناعا

سأكتف صامتاً لك بعد قهري
ليشهدَ في الحروف من استطاعا

الشاعرة 

أ. حياة مصباح 

نص نثري تحت عنوان{{تيه}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{إدريس سراج}}


 تيه


 

 

البدايات تيه

و النهايات تيه و عدم

طفل شارد

ينام في عيني

السماء كالحة

و الأرض بوار

منذ الشھقة الأولى

و أنا أبحث عن الجذور

وردة في الريح

و بحر يبحث عن موجه

أحلام مھجورة

و ياسمين قلبي

في صحراء كالحة

غجرية توسدت الشهوات

و سافرت في المدى

ناي مكسور

يردد لحنا مفقودا

أميرة أندلسية 

منديلھا

معطر بالتمني

ألقت به

في بئر الروح

قوافل  أحزان

تسافر

من صحراء

تليها صحراء

إلى فوضى بلا هوية 

لا زلت أنظر

من شباك الحلم

أنا لست منكم

أنا لست مني

أنا العابرالطفل

الشيخ الخرف

الماجن القديس

القاتل المقتول

سكنت جسدا 

ھو الآن يتھاوى

حجرا حجرا

دمعة دمعة

كلما نظرت أمامي

ارتجف الحرف

و تكسرت الأقلام

جف الحلق

ساد الظلام

لا قيمة لا قيم

الحياة للجميع

الحقوق للجميع

خدعة مكشوفة

و ضحك على الدقون

و ھذا الموت 

يحصد البراءة الأولى

ھذا الصمت العميم

يلف الكون

عبث و جنون

دول لقيطة

يستبيحھا جرو أجرب

نتن ھا ھو

أما أنا

فلا مكان لي

في ھذھ الأرض البغيظة

لا أقنعة بعد اليوم

صاح ديك أجرب

لنحتفل بالعالم الجديد

أقطابه قردة 

يسوسھم نتن

مبيد للحياة

باب الحلم

صدأ رتاجه

بكل ما أوتيت

 من خيال

أفتحه

كلما ضاقت 

بي الأرض

تقف صبية بباب الحياة

تصيح 

صدري يشتعل بك

يتكالب من عليھا

يسرقون الأمل 

يدنسون الفرح الوليد

يحرقون الأخضر

من القلوب

يلقون بالموت من شاھق

خيبة بحجم الكون

طعنات تتبعھا

طعنات

أرواح تائھة

و مسخ سائد

بحت الأصوات

ھل من حياة

في الحياة ؟

يقف الأمل خجلا

يصيح

رياؤكم يخدش كبريائي

تتنصل اللغة

من المعنى

تحللت الأقنعة

و صال كل معتوه

و جال 

ماذا بعد ھذا الدمار

غير حنين لما مضى

و ما مضى لن يعود

لا نفع في الكلام

و لا معنى للص مت

تيه و تيه

و عدم  قاتل .......

 

إدريس سراج

فاس   /   المغرب

قصيدة تحت عنوان{{زقاق}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{سميربن التبريزي الحفصاوي}}


*زقاق...

وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
عن رواق بغداديّ كان يألفه الرّفاق
عن موعد في شارع...
أونظرة عابرة وٱ بتسامة فاتّفاق .. 
أورغيف على رصيف...
ذات شتاء أو مصيف
طيّب حلو المذاق....
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
وأنا أبحث في هاجسي عن ألحان
و لقاء عند  كرنيش دجلة لثوان 
في غروب مفعم بالنّخل...
مفعما بالغيم والحنين والأحزان
وليال والرّباب والموّال
يسحرالألباب يبهر الاحداق
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
وأنا أبحث عن أوتار ورباب ومغان
وليال...
من رياض لحسين لفؤاد للغزالي..
مواويل أطربتني سافرت بخيالي 
من الجنوب الطّيب إلى طيب الشّمال 
تضمّد جروحي  وتطفئ نار الأشتياق
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
في  أماسي نواسية...
بالآهات والليالي والالحان...
وتزرع في مهجتي نار الحب والأشواق
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
ليت لحدائق الزوراء ساعة
أنا الذي أتقنت غزل الحسان ببراعة
لأهيم فيها بين همس وعناق
في لقاء دافئ بالإلفة والأنس
لقاءا لا يعرف أبدا معنى الفراق 
وأنا أنبش في الذكرى عن زقاق
اشتقت جدا للكرخ والرصافة...
 والفضل و الزّقاق
أين داعبني صدى صوت الرفاق
وزاد من لوعة الشوق منسوب الاحتراق
وأنا انبش في الذّكرى عن زقاق
عن موعد مسروق في الوزيّرية 
أو فسحة فاتنة  هادئة سحريّة
في الكرّادةوالسعدون في المنصور 
ذات عصر في دروب الاعظميّة...
في الجزيرة والكم في سوق الكاظميّة
مرابع في خيالي  لها كم أنا مشتاق...
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
عن غروب مفعم بالغيم والأشجان...
وشروق دجلاوي فراتيّ في الأهوار 
نوره  الوهّاج من خلال البردي بان
أقتفي من لهفتي أثر الحسان
من ساحة التحرير لساحة الميدان
في شارع النهر والرشيد للخلاني
أعطش من ولهي وأشرب 
من ماي دجلة الريّان
من نبعها الزّلال  السلسبيل والرقراق
ليت العمر قد توقف في متاهات الزّقاق
وقبرت في ربى أرض العراق...
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...

-سميربن التبريزي الحفصاوي/تونس🇹🇳 

قصيدة تحت عنوان{{او ترين التكوين كيف تآتى}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{رياض النقاء}}


او ترين التكوين كيف تآتى
مثل بريق ادهشتني مناظره
اخبريني كيف الخلاص يا أمة
من أوامر خطوطك المتطايرة
إني كالتائه في سحر عينيك
كيف أجاري أسهم عينك الساحرة
أغيثيني يا حواء فطوفانك آتي
فكيف سأنجو من امواجك الآسرة
رفقاً بي إني تائه كالأسير الممتحن
في المطالب وتوق لحدكِ مغامرة
فكم ذا القلبُ يرجو منكِ وصلاً
وهجركِ قد طغى والروحُ مسايرة
أتيهُ في دروبٍ لا نهايةَ لها لحدك
والنورُ غابَ عن عينيّ يا مغامرة
أضناني الشوقُ فهل من لقاءٍ
يُحيي فؤاداً بك يرتوي مذاخره
كأنكِ الشمسُ في وضحِ النهارِ
ونورُكِ يسطعُ والكونُ ضحك ناظره
إلى متى هذا العذابُ يا قدري
فطولُ الغيابِ أورثَني حزنا مغايرة
أناجي طيفَكِ في كلّ حينٍ مستحسنا
عسى أن يأتيني منك بسحب ماطرة
فهلَّا جُدتِ بوصلٍ أو بعطفٍ مدججا
فروحي تهفو إليكِ بليل انت حاضرة
تتلاقى الأرواحُ في خفاءٍ فتزدد تآلفا
وتبقى العيونُ تنتظرُ بتوق مسايرة
فرفقاً بقلبٍ يرى فيكِ الأمانَ كلمة
مقبلا نحو ديارك لطفا يا جابرة
بقلم رياض النقاء

 

خاطرة تحت عنوان{{في دفاتر الذكري}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


في دفاتر الذكري
ألحان من شغف

كانت هي..
‏كانت شفاهي
‏تغازلها وتمازح
احاديثي خيالها
وصوتهُا
‏يعلو من تحت 
لحافي ويعانقني
‏ويداهها
عندما تلامس 
جسدي اتوهج
من جديد
وانفاسها
الضائعه علي 
وجهي
نسقي بها عتمة
الليل الطويل 
كااااااااانت
بداخلي 
طفله من لهفه 
اجهضت من نزاع
الغدر
وكفن في سراب

عشقها.. 

نص نثري تحت عنوان{{أنثى بنكهة الفصول}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


(أنثى بنكهة الفصول )

من نسل الأرض الخضراء،
ومروجِ الفرحِ الممتلئةِ نعمة،
وُلدت أنثى من رحمِ الياسمين،
رداؤها موجٌ أزرق،
شَعرُها يشبه وجهَ أمّها... الشمس،
جسدُها سنبلةُ قمحٍ تتلوّى بوجهِ الريح.

تارةً تراها تعبر الأنهار، تزغرد كالأطفال،
وتارةً تراها سبيكةَ ذهبٍ تلمع بفرحٍ ونعيم.

إن رأت دمعةً لحبيبها،
أو شعرت بلحظةِ انهزامٍ وانكسار،
هرولت مسرعةً،
حملت من خيراتِ المطر أطنانًا من الحب،
لتغسل عنه كلّ الخطايا والهموم.

في يدِها شعلةُ بخور،
وعلى شفاهِها "بسم الله"... يسمعها الله من عمقِ النور.

إن بكى، وعلى كتفها شكا واتّكأ،
صدحت أغنياتها، وارتعش قلبُها الحنون.

حين ترى وجهَ الحبيبِ يضحك، يهلّ نور،
ترقص، تطير، تفرح، تتبارك بوجهِه الصبوح.

هي أنثى،
وُلدت بين أحضانِ الفصول،
مزوّدُها ممتلئٌ بنعمةِ الحب،
عطرُها محبّةٌ ونور.

    سهى زهرالدين 

قصيدة تحت عنوان{{وهج الحياة}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{مريم فرح}}


 وهج الحياة


أيا قلبا نبض صباحا بالهناء وصدح
أما آن أن تُبصر النور وتفرح
كفى غفوة بين حزن وسكون
فالحياة نداء فرح لا يُشرح
تُعانقنا اللحظات وإن خفتت
ففي عمقها حب وضياء يُفلح
تجود علينا بعطر خفي
يمر على القلب برقة ويفتح
أليس النسيم دليل الصفاء
أليس الضياء دليل من أفلح
فكيف نضيع وننسى الجمال
وفي كل شيء حياة تُمدح
ترقب شروقا ولا تخف الغروب
فكم من ليل أظلم ثم انشرح
وكم من بُعد ظننّاه قاسيا
أعاد لنا دربا تاهَ وانمسح
فامضي بثقة لا تخف مشقّتها
ففي كل خطوة درب يُمسح
وفي كل عثرة درس وعزم
وفي كل عسر فجر يُرجح
الحياة جميلة وإن غابت تفاصيلها
يكفي بأنك فيها فابتسم وافتتح

بقلم: مريم فرح – الجزائر

نص نثري تحت عنوان{{انا بدونك}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{صفوت أكرم الصادق}}


- انا بدونك -

أبدو كآخرَ هذا المساء 
لاشيء يشبهني
ضائعةٌ ملامحي
في ذاكرتي المؤثثة بملامحك وكل تفاصيلك
لم تعد المرايا تعكسُ صورتي
بعدما كنتَ مرآتي وكنتُ أراني فيك.
لايزالُ وعدك لي تحت القمر في تلك الليلة بأننا لن نفترق يتسربُ الى فراشي كل ليلةٍ خلسةً يحتضنُني 
وكأنه أنت .
أيها الغارقُ فيكَ أنا.
الى أينَ يمضي بي غيابكَ وحنيني
لستُ ادري
والى أين ستنتهي بيَ الحروفُ
وحدهُ القلمُ يدري
وثمانيةُ وعشرون حرفاً تُعجزني وانا أكتبُ إليك.
يبدو أن الحب خطيئةٌ أوقعتْ بقلبي
وإنتظاركَ ذنبٌ لايُرتجى غفرانهُ
فلمن أحملُ خطايايَ المتكررةُ بحبكَ؟؟؟؟؟
ولمن أعترفُ بذنوب قلبي العاصي
الغارقُ في إنتظاركَ والحنين أليك.
لست ادري لماذا يتجدد الإشتياق اليك وكأنه أشتياق اللقاء الأول وإرتباكُ النظرة الأولى 
سأحضرُ كوباً من القهوة 
يساعدني على الأرق
فكم هي أنيقةٌ تلك المساءاتُ المضوعة
برائحة القهوة وعبق الحنين إليك.
فللقهوة عندي حكايةُ عشق لاتنتهي 
هل أخبرتكَ ذاتَ يوم
أنني أحبُ الأرق فيكَ؟؟؟
وأشتاقُ الى النوم علني أحلم بك.
آآهٍ منك
أرأيتَ كيفَ أكون انا بدونكَ
مبعثرةُ جداً عباراتي مثل كراكيبَ أطفال ودُمى هنا وهناك
فهل تُراكَ يوماً سَتُلملمُ بعثراتي وترتبَ داخلي
فأنيقةٌ هي لمساتكَ
كأناقة حبكَ
ومذهلةٌ براعتي في الشتات بدونكَ
ومشاغبُ أنا في غيابكَ
أُبعثرُ داخلي كي أستفزكَ
وطفلٌ انا جداً في حضوركَ.

(صفوت أكرم الصادق)

         الأردن 

قصيدة تحت عنوان{{تعدّدتِ الظُّنونُ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


 تعدّدتِ الظُّنونُ


أَمنْ حِقْدِ اليَهودِ سَنسْتريحُ
أمِ البَلْوى سَيَخْنِقُها المسيحُ
تَعَدّدتِ الظُّنونُ لدى الأهالي
وهذا في النُّفوسِ هوَ القبيحُ
تعالى ربُّنا عنْ كلِّ طَرْحٍ
وذِكْرُ اللهِ بالتّقوى مُريحُ
نُحاوِلُ أنْ نُفَسّرَ دونَ عِلْمٍ
وعلمُ النّاسِ بالدُّنْيا شَحيحُ
بذلكَ نَهْتدي إنْ شاءَ ربّي 
وحُسْنُ الظّنِّ بالمَوْلى مَليحُ

عليْنا أنْ نَعودَ إلى الوجودِ
بتَعْبِئةِ المواردِ والجُهودِ
فنحْنُ اليوْمَ كالأيْتامِ صِرْنا 
بأيْدي المارِقينَ منَ اليَهودِ
سَقَطْنا كالعوالقِ في المجاري 
ولمْ نَعْمَلْ بِتَوْصيةِ الوَدودِ
صَهايِنَةُ اليَهودِ طَغَوْا كثيراً
وما احْتَرموا الشّرائعَ في الوُجودِ
وهذا شَجَّعَ الإجْرامَ جَهْراً
وحَرّضَهُمْ على نَسْفِ الحُدودِ

محمد الدبلي الفاطمي

قصيدة تحت عنوان{{كَفَاكُمْ}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{يونس المحمود}}


....... كَفَاكُمْ..... 
 كَفَاكُمْ نِفَاقٌ وَتَدْجِيلاْ
 يَاعَاشِقِينَ الْغَوَى
 بَدَلْتُوهْ مَعَ
 الْهَوَى تَبْدِيلاْ
 كَنَيْتُوا الْغَوَى
 عِشْقُ الْحَنِينِ 
وَالشَّوْقِ مُجَرَّدُ 
لَغْوًا وَتَمْثِيلاْ
 لِتَقْضِيَةِ فُسْحَةٍ
 مِنْ الْوَقْتِ فِي
 الْحَانَاتِ لَيْلٌ
 وَالْخَمْرُ يَسْلُبُ
 اللُّبَّ مِنْ مَكَانِه
 لاْتَعُوْدُوْنَ تُمَيِّزُونَ
 الْقَاتِلَ إِنْ كَانَ
 قَاتِلٌ أَمْ قَتِيلاْ
 وَيْلٌ مِنَ الزَّمَانِ
 أَمْ الْوَيْلُ مِنَّى 
لَمْ نَعُدْ نَتَصَفَّحُ 
كِتَابٍ ضَاعَ مِنْهُ 
الْمَضْمُونُ فَقَدَ
 الْمُؤَوَّلُ مِنْ أَيْنَ 
نَأْتِي بِتَأْوِيلاْ
 عُودُوا إِلَى رُشْدِكُمْ
 يَابْنِي أُمِّي
 لِنَتَصَفَّحَ صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَالتَّوْرَاتِ وَقُرْآنَ وَإِنْجِيلاْ
 مِنْ هُنَا بَدَؤُوا 
عُلَمَاءُ الْكَوْنِ 
نَهَجُوا نَهْجَ الْأَنْبِيَاءِ 
وَالرُّسُلِ بَعَثَهُمْ 
اللَّهُ لَنَا لِنُمَيِّزَ 
شَيْطَنَةَ الْجَهْلِ
 وَالنَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِسُوءٍ
تَلَاحُقُهُ عَرْضً وَطُوْلَ

السفير الدكتور يونس المحمود سورية 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{من ٱل البيت أنا}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حربي علي}}


 ( من ٱل البيت أنا )


قالولي
م السويس  ولا من قنا؟
ياصعيدي          خايلتنا

قلت :
من قنا   الٱساس والسويس بالميراث
وكمان  و ( الكعبة ) من ٱل البيت أنا

ليا   في مصر الأبية
وبلاد قبل ماتبقى السعودية
من : 
السلالة المحمدية وكل (الجزيرة العربية)
وزيد عليهم  مغربنا وأردنا
قالولي 
م السويس      ولا من قنا؟

قلت أصلي (سويسي قناوي سعودي)
من : أبويا للحسن والحسين جدودي
لغاية/علي و(فاطمة الهاشمية) حدودي
ولسه (عايش)
أكتر من ألف وربعمية سنة
قالولي
م السويس      ولا من قنا؟
ياصعيدي              خايلتنا

كلمات
(الشريف)
حربي علي
شاعرالسويس

الأحد، 29 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{الوعد الصادق}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


الوعد الصادق
بقلم // سليمان كاااامل
************************
متى يأتي.............التيه متى؟
ضلوا وأضلوا.......متى الفناء؟

شرار الخلق...............عند الله
مالهم عهد.................ولا وفاء

علو هنا.............وهناك طغيان
أذلة رغم.................العلو هباء

يقاتلون..................خلف جدر
قربانهم أشلاء.........منا ودماء

أعداء الدين..........مهما زيفوا
مهما بكوا.........تلعنهم السماء

حلمهم سراب...وتلك عقيدتنا
فناؤهم منهم...والوعد إمضاء

أقول متى...........والصبر قوت
لمن تيقن............وبالله الرجاء

سيأتي التيه........ويحل الفناء
فازرعوا الزيتون..أيها الشرفاء

كبروا وهللوا.......فالنصر قادم
أمضى سلاح...........هذا الدعاء

أشعلوا المآذن....بنور الشريعة
الله أكبر.............ويحيا الفداء
*************************
سليمـــــــان كاااامل....الأربعاااء

2025/6/25 

قصيدة تحت عنوان{{أيقونْةْ، ، ، العِشْقْ}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{المستعين بالله}}


*أيقونْةْ، ، ، العِشْقْ*

    دقَّات خافقي تخربطت
    ضرباتهْ
    مدري مرّْ طيفكْ أو مرّْ
    طاريكْ
    
    أو تشابه أسماء أونسخة
    عطرْ
    أو إنَّه خياليّ اللَّيلة
    يراعيكْ
    
    شلعت قلبي وطالت
    غيباتكْ
    أيام مرَّت أهوجس
    فيكْ
    
    لاتغيب الشَّمس وطلة
    هيبتكْ
    ياخوف قلبي الحاسد
    يلهِّيكْ
    
    البعض مشغول-ن
    مستنفرةْ
    مالها هَمّْ ماغير تهوجس
    فيكْ
    
    حقَّهم يابعد عطر الكون
    ماالومهمْ
    واللَّه يردّْ كيده بنحره
    مشقيكْ
    
    غرو-ن واجتمع فيك
    دلال وحشمهْ
    وغضّْ رمشك أقلّٰ
    معانيكْ
    
    وصحيح أو جعني دمع
    عينكْ
    لاتلوم إخوانك ولاتعاتب
    والدِّيكْ
    
    بعضهم شيطان بجلد
    إنسانْ
    خوفهم بين الخلق يشين
    طاريكْ
    
    أنت العزيز عند من
    شافكْ
    وأنت الأمير والكارهة
    حواليكْ
    
    جمالْ وعلمْ وأدبْ
    مجتمعةْ
    وخَوالكْ من عَمامكْ
    زادت بلاويكْ
    
    في كلِّ زاوية وشارع
    حارسْ
    خوفهم الشِّوك يجرح
    معاليكْ
    
    أيقونة-ن بين البشر
    وصاحب معالي
    واللَّه يصبر خافق-ن
    مبتلي  فيكْ

بقلم،،،
غريب الدار العربي
المستعين بالله*
4/محرم/1446 

29/6/2025 

نص نثري تحت عنوان{{غزة في النبض}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


الحُبُّ في منطقةٍ محظورة – 5
"غزة في النبض"

أمامَ شاطئِ غزّة،
صوتُ أمواجٍ يكتبُ على الرّمال:
"أيّها الأحياءُ الذين تبحثون عن قصصِ حبٍّ في الأنقاض...
أنا بحرُ غزّة،
أحملُ في أمواجِي أسرارَ كلِّ العشّاق."

أسرارُ الفتى الذي يبحثُ عن حبيبته...
والفتاة التي تحملُ الوردةَ في علبةِ التونة.
كلاهما جاءَ إليّ في ليالٍ مختلفة.

هو جاءَ في اللّيلةِ الأولى...
وقف على الشاطئِ وقال:
"أيّها البحر، إن وصلتَ إليها،
قل لها إنّ غزّةَ تشتاقُ إليها."

هي جاءت في اللّيلةِ الثانية،
وقفت في نفس المكان وقالت:
"أيّها البحر، إذا وصلتَ إليه،
قل له إنّ قلبي لا يزال في غزّة."

أنا لا أحملُ رسائلَ الحبِّ عادةً،
لكنّ غزّةَ تُعلّمني أشياءً كثيرةً كلَّ يوم.

أنّ الحُبَّ هنا مختلفٌ،
لا يحتاجُ إلى زفاف...
يحتاج إلى صمود.
لا يحتاجُ إلى بيت...
يحتاج إلى ذاكرة.
لا يحتاجُ إلى مستقبل...
يحتاج إلى أمل.

وسأحملُ حبهما بكلّ أمواجي
إلى حضنِ الشواطئ،
لأحكي... لكلِّ العالم عن حبِّ غزّة.

وعندما تنتهي الحرب،
سأجمعهما على شاطئي،
وسأجعلُ الأمواجَ تعزف لهما
أنغام أسرارٍ لم تُكتب بعد.

( محمد الحسيني )