"في عتمة الحافلة"
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
-٢-
لم أنظر إلى الذي حضر للجلوس إلى جانبي ،أو التي حضرت للجلوس إلى جانبي ،كون نظري كان مرتكزا إلى المجلات والصحف الكثيرة المعروضة في المكتبة المقابلة لي ،فلفت انتباهي كتاب بعنوان "كيف تكسب الأصدقاء " ههههههههه وهل أريد أصدقاء بعد كل ماقلته ..!! هل أريد حقا كسب الأصدقاء..؟ ولماذا أكسبهم وقد عانيت منهم ،ومن غدرهم..؟
هل هم أفضل من نفسي ..؟ أنه بلا شك مؤلف ساذج ،أو لعله لم يجد فكرة أخرى يكتبها ؛ لماذا وجع القلب .
إنطلقت الحافلة، شعرت بنفس اللذة التي أشعر بها في كل مرة مع حركة الحافلة الضخمة جدا.
ومقاعدها المريحة وإنبعاث نسمات المكيف ،
بدرت مني إلتفاتة سريعة ..لا هي ليست إلتفاتة ..بل هي نصف إستدارة..أو ربع إستدارة ..ربما ، إلى من يلجس.. أو من تجلس إلى جانبي ،أحيانا تكون النظرة الأولى من الأسفل إلى الأعلى ،ولا أعلم السبب في ذلك، لكنه شيء طبيعي بلا شك؛ قد يكون سببه الريبة أو الحياء. وهذا ماكان .
وأول مارأيت..أعتقد أني رأيت سيقان عارية .. ثياب بيضاء ..جميعها بيضاء ،بما فيها الحذاء و"الجوارب" مما يبدو أنه زي كامل في نفس اللون .
أما عندما إرتفعت نظرتي السريعة إلى الأعلى لاحظت أن
الشعر لم يكن طويلا ،وكان غير مسرح ،أو هي تسريحته الطبيعية ،الشعر المتماوج أو مايسمه بعض المرضى ساخرين " خواتم".
كان ..أو كانت تنظر إلي باستمرار ،وذلك سبب لي الازعاج والضيق؛ ماذا يوجد في وجهي أو مظهري مايستدعي التبحلق بي هكذا !!، هل أقوم بتفقد نفسي باحث عين عيوب!!،لكن ما أعتقده هو أن على شفتيه ..أو شفتيها إبتسامة دائمة.
فتساءلت في نفسي "بدافع الفضول فقط" هل أنظر إليه ..أو إليها ..أم أن لاشأن لي بالآخرين "كما قلت قبل قليل".
لكن كان يوجد شيء في داخلي يحثني على النظر إليه ..أو إليها.
حسنا ..لننسى الأمر.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عدت للنظر من نافذتي متأملا الشوارع والمباني المرتفعة والجسور والمولات في مدينتي الجميلة عمان،
تلك الأماكن كانت هي أماكن الذكريات التي غير معالمها العمار السريع الناتج عن الاستثمارات لتنتصب فوق ذكرياتي الشركات الضخمة وأبراج ناطحات السحاب .
أين ذهب الجبل الصخري الأخضر مرتع طفولتي حيث كنت أجري و"أتنطط" ..أين الكثبان.. الحفر.. المغر..الكروم ..البساتين ..الصخور وأشجار التين وكروم العنب وحقول القمح الشاسعة ،لقد تم استثمار كل زاوية ..كل دخلة..كل منفذ ..كل مجرى هواء .
أين ذكريات الطفولة والمراهقة ،أين جبال عمان وسهولها الخضراء ..أين المباني القديمة ..أين التراث .
أين صديقات الطفولة والمراهقة؛ إيمان..منى ..سهام ..فاديه..منار .أين عبثي..شقاوتي..تجارب طفولتي ومراهقتي.
كل شي إنتهى ،لقد تحولت بلدي إلى شركة ضخمة للاستثمارات ،
هو تناقض مابين ماأراه وإزدياد الفقر اللعين.
السياسة الديمغرافية من ناحية،وتفشي الفقر والبطالة من ناحية أخرى كل ذلك كفيل بأن يجعلني أنقم على كل شيء.
جميع المعالم إختفت .
خيل إلي بأنه ..أو أنها قد إقتربت مني كثيرا ،ونظرت في وجهي عن قرب وكادت أن تلامسني ،وهي لاتزال مبتسمة،
ثم عادت أو عاد إلى الوراء واستقام على مقعده ،لماذا لا أنظر إليه بالرغم من الشعور المناقض جدا لأفكاري ،إزدادت خفقات قلبي ..المحب .
أنه شوقي لوجه جديد..لأحاديث جديدة، لشيء جديد؛لحب جديد.
ماذا وأنا سريع التعلق بالوجوه الجميلة، وقد يكون ذلك ماابعدني عن نفسي الأحق بكل شيء جاهدا للبحث عن تلك الوجوه بين الوجوه القبيحة هناك ،أنه تناقض مابين النرجسية وحب الجمال ؛ياترى..أهي جميلة!؟
حسنا يكفي كلام، ولأنظر نظرة كاملة إليها أو إليه كي تتضح الصورة أمامي، وكي أنتهي من ترددي، وأن أحسم الأمر ؛
وهذا ماكان.
"والقصة بقية"
تيسيرالمغاصبه






