رسالة إلى امرأة مجهولة39..!!
.........................................
1-إلى تلك التي سطر تاريخ الوجع صورة وجهها..
على جدران ذاكرتي..
فلم يمحها مضي الزمن..
ولم يطمس معالمها غبار النسيان..!!
أنا يا سيدتي..
محض بشر..
من أنفاس وأنات..
علي قيثار الضلوع لا زلت أعزفها..
ولم أعد أدري..
أهي ألحان..
أم بقايا حزن وأشجان..!!
وبين اللحظة واللحظة..
أتناول أقراص اللهفة..
وأغمد السيف خاصرتي..
لأنجو من لجة وجعي..
وأغرق فوق الشطئان..!!
وأغوص في عمق جروحي..
أبعثرها فوق الكثبان..!!
أقتات رغيفا من صبر..!!
أثمل من كأسي الظمأى..
أجرع عدة رشفات..
لأروي الظمأ من المر..!!
أقلب وجه التاريخ..
ما بقي منه فلم يقرأ..
ما فات منه وما مر..!!
أفتح خزنة ذاكرتي..
أسلك طرقا شائكة..
تدمي قدمي وفؤادي..!!
عادي..
قد بات الوجع..
في قلبي..دربي..ومهادي..!!
هل يشعر من مات فداك..
ما نفع الحي..
وما ضر..!!
قتيل في أسر هواك..
هل يفقه خيرا أو شر..!!
فلتمضي دروبي إلى نحري..
لأعود بقايا إنسان..!!
أبصر صورا عالقة..
في صدري وفوق الجدران..!!
2-وفي حضرة الليل سيدتي..
أسامر الورق..
أعيد قراءة ذاتي التائهة فيه..
أرتب ما تبعثر من روحي..
في جنون ما يسمى بعشق الحبر..
وأبعثر كلي مرة أخرى في سطوة محبرتي..
لأغدو مجرد كلمات تنام على ضفاف القراطيس..
ثم..
تأكل عيني السطور واحدا تلو الآخر..
ترتعش أناملي وهي تتصفح أوراق الحكايا التي لا زالت قابعة في سرداب المجهول..
أسمع أزيز المرجل الرابض خلف تلال صدري..
أصمت في حضرة الذكريات..
كعابد يؤدي تراتيل صوفية..
في صومعة عزلة..
هي كل عالمه..
أراني شخصا آخر غير الذي أحياه الآن..
يداعبني خيال غنج بائد..
أراقص طيفك فوق الصفحات..
أعود بأنفاس الحبر وريشة الرسم إلى وجه الزمن القديم..
بعض أحلام قبل الفاصلة..!!
بعضها خيالات قد باتت من ماض لا يعود..
وبعضها أوهام قاتلة..!!
وما عساي أفعل والنسيان عالم من المستحيل..
ومشنقتك قائمة في فراغاتي..
في جسدي ومعطفي ووجه مرآتي..
أهرب منك فيك إلى اللظى..
وعيناك في كل الزوايا ماثلة..!!
ترقب شغفي..
وتبصر ألم الحنين الذي يضرب حصوني واحدا بعد الآخر..
أنا يا سيدتي لا زلت على ذمة حلم من رحم الغياب سيولد..
فهل ترى من عتمة الليل يورق الصباح شمسا جديدة؟!..
ويثمر تيار البرد القارس دفء النهار مرة أخرى..
وأحصد من فلاة الإنتظار..
ثمرة لقاء..
برائحة بن عينيك..
وطعم التين..
وسكر العنب..!!
أم يبقى كل ما قيل وطنا للضلالات والتيه؟!..
وجهالة النسب..!!
هل يبقى الهجر محمولا على كتفي؟!..
أو يبقى الشوق عمرا على كفي؟!..
أم يرتاح بعد الرحيل..
من التعب؟!..!!
هل يعود الزمان مرة أخرى..
وتمطرك السماء من السحب..!!
لا عليك..
على كل حال ماذا عساي أفعل؟!..
غير أني أرتقب..!!
وبلا سبب..!!
فيا للعجب..!!
إنتهى..
.........
بقلمي ..
كريم خيري العجيمي