رسالة حواء
بعد الرحيل والوداع وهي تكتب لهم كلامها الأخير ونزيف دمعها يسيل ...
بعد الرحيل والوداع وهي تكتب لهم كلامها الأخير ونزيف دمعها يسيل ...
فأنا أن غبت يوماً عنكم وعن كل الانظار
فأخبروهُ من بعد الرحيل بأن قلبها تمرد كثيراً ورفض أن يسكن بعمقهُ البديل
أخبروه بأن روحها كثيراً ماتمنت اللقاء لتكن النبضة الأخيرة بين يديه
أما جفون هذه العيون فتمنت بأن لاتغمض بنظرها إلا بعد رؤياه لترسم حينها آخر صورة داخلها في سراديب هذه العيون ولينبض القلب بالنهاية بجوار من أسكنهُ بين أضلعهُ طوال تلك السنين
لكن أقدارنا قد حالت بيننا فذهبنا دون وداع ولقاء
ليذهب القلب ممزقاً بعدها بنوبات الآنين والأشتياق والعين مكبوتتاً بدموع الحنين والفراق
أو فلا تخبروهُ بهذا الوداع حتى لايصيبهُ العناء بل
طالبوهُ بالسماح ثم ليكمل حينها مشوار حياتهِ بالضحكات والأفراح لأن عقلهُ قد يمارس الكبرياء أمامكم لكن قلبهِ سيبقى بعدها كريشة يضعفها الهواء فسيمزقهُ حتماً حينها الحزن والعناء أن حل يوماً ذلك الغياب، فقط أخبروهُ بأن يتذكرني عند كل صباح عند تلك النافذة البيضاء وأحتسائهِ أمامها في كل يوم بذلك الفنجان المهداء مني لهُ في أول اللقاء فبقى بعدها مركوناً بين يديهِ مغموراً بالذكريات بعد أن كان يوماً شاهداً علينا بالاحزان والافراح ثم الرحيل بدمعات الفراق وغصات العتاب التي بقت مخنوقة كالسكين بالحنجرات دون النطق بها بالكلمات أو حتى النطق بكلمة الوداع، فرحلا فقط بنظرات دامعة وباباً قد أغلقت أمامهم عند عتبة ذلك المكان لكن الروح بقت معلقة بين تلك الجدران فذهبا بالنهاية بطرق مختلفة دون أي لقاء ليمضيا بعدها بأجساد وكأنها دمى تمضي دون أرواح، وبالنهاية بقى هذا القلم فقط عند كل مساء يكتب نزيف جراحنا ودمعات عيوننا وسهرنا منذ اليوم الأول للقاء لحين أن تفقد هذه اليد الحياة، هذه هي كانت ضريبة كبرياءهُ أو كبرياءنا ليصيبنا بالنهاية كل هذا العناء فخنقنا محبتنا في الفؤاد فتحولت كسكيناً بداخلنا على مدى الدوام كلما حركتها نسمات الحنين والاشتياق تدمى وتعيد ذلك الذي كان منذ أول الأيام وأن حاولنا نزعها بالنسيان فالألم سيبقى ينزف ويزيد دون ضماد، لذلك سيبقى ذلك الجرح مطبوعاً بأثرهِ في القلوب لحد الممات، فقط أخبروهُ بذلك من بعد الغياب والوداع وأنثروا عليهِ بهمس حينها بكلمات التحية والسلام وأن بينكم اليوم قد مات اللقاء
هبة جلال الجبوري
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق