" صرخة انسان "
ولدنا ونحن كورقة بيضاء لا تملأها الاخطاء لكننا قد بكينا في تلك الدقيقة الاولى من مجيئنا الى هذه الحياة وكأن في تلك الصرخة الاولى لذلك الطفل الصغير بحور عميقة من التفاسير، فكأن هناك من همس في اذني ذلك الطفل الصغير حين ولادتهِ وانفصاله ِعن امهِ بأنك قد جئت الآن الى شيء اسمه الدنيا فقلبك هذا لم يعد لهُ مكان للطمأنية والسلام من الآن اللذان كنت تشعر بهما بأيامك التي رحلت في احشاء امك هذه وستبدأ الآن الحياة بضخ سمومها لك بدلاً عن ذلك سنة بعد أخرى، او كأن هناك من همس في اذنيهِ ليخبرهُ بأنك لم تلقا قفصاً اميناً ووجه عطوفاً سيتحملك بشراستك بعيوبك بأخطاءك وعلى حالك كيفما ستكون غير هذا الجسد الذي حملك رغم متاعبك واخرجك الآن لهذه الحياة التي انت عليها الآن وستبقى برغم ألمك لها فرحتاً بمجيئك طوال حياتك هي فقط لا احد سواء هذا الجسد، او كأن هناك من اخبر ذلك الطفل الصغير بأن صفحتك البيضاء الآن بعد سنوات ستغيرها الاقدار وسيتخللها العديد من النقط السوداء بعضها ستضعها بيدك بقرارات خاطئة منك وبعضها سيضعها لك الآخرين بخذلانهم ومواقفهم لك وستبقى متعباً تسير وتلهث وراء احلامك طوال السنوات والايام وستبقى كلها تحت مسمى الاقدار، صرخة لاتمر مرور الكرام لكنها قد تخفي تفاسير عميقة ورائها قد لاتُعلم مبتغاها، فقد تكن بكيت في حينها لانك ولدت الى شيء اسمهُ الحياة التي انت عليها الآن وها انت اليوم قد رأيت بعينك كل ذلك الكلام ...
هبة جلال الجبوري
٢٠١٩/٦/٢٨
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق