الاثنين، 24 يونيو 2019

قصة قصيرة تحت عنوان{{شرخ في مرآة}} بقلم الشاعر والكاتب العراقي المبدع{{رعد الإمارة}}

(شرخ في مرآة)

كان لديها مرآة كبيرة! في أعلى السلم! حتى أنهاكانت  تفوقها طولا! بالاصل كانت المرآة فيما مضى لأمها! مازالت تتخيلها بشعرها الأسود الغزير وجسدها الممشوق! كانت تقف طويلا اسفل السلم تحدق في أمها الحبيبة! وأحيانا عندما كانت تنتبه لها فأنها تناديها بكثير من الود طالبة منها الصعود بحذر! فكانت ترتقي درجات السلم واحدة بعد الأخرى وعندما تصل للأعلى يكون وجهها قد تورد وهي تلهث! تتعلق بطرف ثوبها وترفع رأسها للأعلى! مازالت المرآة عالية! رغم ذلك فأنهااتشعر بالنهاية بأن ثمة ذراعان قد حملتاها! لقد مضت سنين طويلة على هذا! إنها تعود أخيرا بعد أن ترملت لنفس الدار التي تغيرت فيها أشياء وأشياء لكن وحدها ظلت المرآة هناك رابضة في مكانها المعتاد !تتقدم خطوتين تتطلع للأعلى وتضم يداها إلى صدرها وتلمع عيناها وتهمس ها أنا ذي ياماما!لقد عدت!  يتناهى إلى سمعها صوت أشبه بأنين فتكتشف إنه لم يكن إلا صوتها المحبوس فحسب! تضع قدمها على أول السلم ثم تتطلع إلى المرآة وهي تتقدم بحذر تماما كما اوصتها أمها!إنها تشعر بوهن في ساقيها وأنهما بالكاد تحملان جسدها لكنها تصل أخيرا لأعلى السلم! تقف مبهورة وهي تضع يدها على قلبها!  لقد نجحت هكذا تهمس لنفسها أخيرا ثم تمد اصابعها المعروقة وتتلمس زجاج المرايا! آه ثمة شرخ ضئيل هنا بالكاد يظهر! تأملت نفسها كما كانت تفعل أمها بالماضي! سرحت قليلا ثم شعرت بالراحة! إنها لن تفارق هذا المكان بعد الآن! ليس قبل أن تلحق بامها على كل حال! التفتت بغتة للأسفل وخيل لها بأن ثمة شبح لطيف لامرأة جميلة تبتسم بحزن! اومأت برأسها وهمست لن ارافقك الآن امي! ليس قبل إصلاح الشرخ هذا!!!  

بقلم 
/رعد الإمارة /

العراق

ليست هناك تعليقات: