رسالة إلى امرأة مجهولة38..!!
.........................................
إلى تلك التي قرأت في زمن ما قبل التيه..
تيهي بعينيها..
وقرأت ما بين السطور..
وما تحمل خباياها..
عرافتي كانت تقرأ طالعي..
وفي خطوط راحتها أقرأ تراتيلي..
بعض آي من أنغام وألحان..!!
إلى أين تتجه مركبي وشطئانها محض شرود..
تجنح إلى إلى الفراق..
إلى غرق..
على الشطئان..!!
روح وريحان وعطر من الفردوس..
كنت في كفي أحملها..
في كفيها بطرا أمست إلى النيران..!!
ألف من مقامات العشق فيك زرعت نطفتها..
دليني..
كيف أفضت إلى الخذلان..!!
ما بين الآه والأنا معبر مكتوب على بابه..
مر ومر..
مرسوم من الأحزان..!!
عليه شوك يدمي أقدامي..
يحجمني بقايا شغف للقياك..
وإقدامي إلى دنيا وجع يرافقني..
وهل يفيد إحجامي..
بقاياي عطر بنكهة الموت وغرق على ضفاف جفنيك..
ونزق إعصار وطوفان..!!
ودثاري معطف شوق يحرقني..
يؤرقني ما حوى جفني..
وسطور أهدابي تتلو مزاميرك..
وأناتي في صحبة الليل قرآني..!!
وبين صمت الدجي..
وهياج عواصفي مطارق الحداد..
وليس لي سوى متاهات الدروب..
أسلكها..
أحمل حقيبة سفري فيها بضعة أمنيات بالية أكل الدهر على ظهرها وشرب..!!
عامر مواطنها خراب وتبر أهلها تراب..
وروض رياضها خرب..!!
وبعض مكاحل للأرق أصطحبها لأواسي جفن لم يمر على درب الوسن..
وفي حقيبتي يا سيدتي..
تلك البراءة المفقودة..
والطفولة المفقودة..
والأحلام المفقودة..
ودفاتر ذاكرتي المبعثرة..
وبقايا من رائحة تراب خزانتي المعتق..
كنت أزيحه كل مساء برفق لأخرج من تحته كنز ذكرياتي معك..
وكأنها سر الأسرار أحمله ما بين شهيق التراب..
وزفير الأنات..
وآخر ما بها من حطام رحلتي يا سيدتي..
حمل من الوجع..
آه..
لست أظنه كبيرا بما يكفي..
ولكنه كفيل بتحطيمي لألف عام..
وما يعنيني..!!
هل سأصل في العمر لألف من الأعوام..
لست أعتقد..
أعلم أن حصيلتي من الوجع لم تورق ولم تثمر.. ولكنها تكفي لإرهاق ما بقي من ضلوعي لم يكسره فراقك..
لدي وجع في أيسري يوازي عبور شاحنة على صدري..
ولدي ألم في تلك الزاوية البعيدة من خافقي..
يميت صنديد الفرسان دون طعنة رمح أو ضربة سيف..
ولدي هناك..
انظري..
تمعني سيدتي..
أترين تلك البقعة الصغيرة في أعماقي؟!..
أي..
أي نعم..
تلك التي لو أقتطعت مني لكانت كافية لأن تنشئ وطنا من الأحزان لألف جيل قادم..
مكتوب على جبين كل منهم..
لا تلومهوهم فقد ولدوا بؤساء..
بأرضه وجيشه وحدوده ومعالمه وسكانه وعرشه وقانونه وحضارته..إلخ..إلخ..
لا عليك..
لا عليك..
ما زلت لم أمت..
فزيديني..!!
وهنا سيدتي..
أي نعم هنا..
وفي حلقي..
تلك الغصة المريرة..
وبقايا كلمات لم يسمح لها حضرة سجانك بنور الحرية..
لتعبر صراط شفتي إلى جنان التعابير..
فتصرخ في حضرة الليل..
(يا وجعي)..
فاجلديها ألف سوط واخرسيها..
إن أردت..
واسجنيها من جديد..
واعدميها يوم عيد..
وأمري الجلاد أن يدميها..
من الوريد..إلى الوريد..
واجلديها واجلديني..!!
أو..
أو ضعيها في نهر عذب سلسبيل..
وسممي بها أعداءك..
ستكفي وحدها لتحويل حياتهم جحيما..
ولا عليك لا تبالي..
واقتليني..!!
وما أنا في حضرة تاريخك..
إلا كنقطة في نهاية سطر..
تلقى لتموت..
ويبدأ السطر الذي يليه..
فهل ارتقيت لأكون حرفا في أبجديتك الممهورة جميع عناوينها بال..بال..
عفوا تلعثم لساني وتاهت أحرفي..
وفي حضرتك كلي أتوه..
فامنحيني صك عفو..
واعذريني..!!
هل كنت إلا شمعة..
في حضرة قناديلك؟!..!!
مجهول أنا سيدتي..
من زمرة مجاهيلك..!!
أين محلي من الإعراب في عمق خارطتك..
أين أنا من حكايا الليل؟!..
من زحمة مواويلك..!!
ولاااااا شئ....
كيف لا..
وعشقك سحر أسود الرسم..
وشم على وجهي..
ممسوخ..
بلا اسم ولا رسم ولا سمت ولا..
ولا دين..!!
لست عاتب عليك سيدتي..
وإن عتبت ففعلة مجنون..!!
وهل يؤخذ المجنون بفعله..
لا لا..
مرفوع عني قلم الإله..
فكيف بقلمك أنت..
وأنت إله الهوى..
فاشرعي يا سيدتي للمجنون حكما..
واصرخي
فليسقط عهد المجانين..!!
ويبقى السؤال الثامن..
من بعد الثلاثين..
ملقى على قارعة الجواب..
ولا جواب..
ما بين الهوى وحضرة الغياب..
هل يؤخذ المجنون بفعله؟!..
وهل يجر إلى ساحات العذاب؟!..
إلى عينيك..
إنتهى..
............
بقلمي ..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق