اربعون ربيعا ً ..... على قمة الهدوء أغمض عيني
استسجع هضاب ماض ٍ وجمال ذكرى ؛ وأنصُت ساكناً لسمعي الَمُدْوِي ِ ؛ وخلف الصوت خيال مزمن يتبعني بأربعين ربيعا ونيف ....
وقبل النيف ؛ أربعون ربيعاً..... وشمعدان بألوان واقداح
يُقام الحفل على أوسع نفسي ؛ استسيغ نخب السنين عنوة ً أو ترحاب ؛ تغمرني براءة الطفولة ودفىء أمي وروضة ً بين حضنيها وغمامتين ومزنة ؛ وليلة من ليالِيّيّ الحلمية .....
أربعون ربيعا ً ..... ومواسم الكرس وحلم الطفولة
أن يوقظني كابوسي الصغير بمنتصف ليلة شتوية عاصفة ؛ أن أطلب لعبتي المفضلة ذات الرأس بلا جثمان من بين اجمل العابي المرمية على تراب الحديقة ؛ أن اعتذر لكل المرات التي كانت أمي فيها غاية من الجمال ولم يبوحها ابي ذلك بسبب حماقاتي .....
أربعون ربيعا ً ..... والبلوط الجبلي لم يثلج حرارة المراهقة وبواكير البلوغ ؛ وحذار الصحبة مني ....
ومعلم الفن يوزع أدوار المسرح ؛ شريف روما ؛ واميراته والنشابة ؛ وخدم الشرف ؛ ومحقاً أوعزني عدونة القصة ؛ وفي كل القصة أ ُقتل غَصَة ؛ ولهم ها نحن العرب
أربعون ربيعا ً ...... وقطيع من السنونوات الخمس أقودهن ويكدحني حفر الزمن ؛ ونقش العفة يملأ جوفي قناعة ؛ وحصار التسعونات يفك طوقه بمدية التحرير قرابين الدم الأبيض ؛ وعويل البراعم كل طلعة شمس ؛ وضحكة ثكلى دفنت ورودا ً بأربع موجات ؛ وأمل عانس ضحية حبيب تزوج الشهادة
أربعون ربيعا ً ..... وموقد مدفأتي يحرق سنوات الضياع
بعمر عجاف ؛ نهارات تعيد ولادتها بلباس الليل ؛ أتكلم للناي ثقوبه تستفرغ الشجن ؛ سكين قرصان يتوسط صورة الساعات الآتية ؛ استقطب ذاك النيف الهاجس ؛ رغماً على أنفي ؛ وعلى شرف المجهول أنفخ طينة الشمع في أيوان الميلاد ؛ كل شئ يطمره شغاف القلب ؛ ويبقى الياس أخضرا ً يُداعب الحناء ؛ وتستذكرني فصول فكم هو مؤلم ان تودع اشياءات كنت أتمني ان لا أودعها يوما"..
قيس كريم
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق