الاثنين، 8 يوليو 2019

قصة قصيرة بعنوان{{ملهمي ريتشارد }}بقلم الشاعرة والكاتبة الموهوبة{{حنان_النشمي}}

#رسائل_إلى_ريتشارد ..
ملهمي ريتشارد 
يوم أمس انتظرت مطولاً وبنيت كومة من المبررات لما لم تصلني رسائلكَ للان ، مرة ابرر لنفسي لربما ذلك الساعي العجوز قد تعثر في خطواته ولازال في طريقه إلي ، ومرة أخبر نفسي لربما كان جائعاً فالتهم الأوراق واحتسى الماء بكفيه من ضفة النهر ، لا تقلق كل مبرراتِ تدافع عن سبب تأخركَ ، لكن لم يعد بمقدوري أن انتظر وارى ما كتبت اردت اخباركَ عن ذلك الطبيب الغريب …

في يوم أمس تمردت أقدامي بالتوجه إلى عيادته ، ليتحدث عني كل من يراني وأنا أدخل ذاك المكان أنها حتماً مجنونة ،وقد سمعت النسوة يتهامسن فيما بينهن لكي لا أسمعهن لكن الهواء خائن ، قام بكشف بحاتّ اصواتهن ، فوضعن ايديهن على افواهن ، لم ابه لهن ، دخلت غُرفته 
فوجدته مرتاباً وهو يجلس خلف مكتبه وتترنح مؤخرته فوق الكرسي في يده كتاب ، على غلافة عدة كلمات ،كأنها كانت مكتوبة أزمة ثقة 
يصدر ضجيجاً من خلفه من مسجلته الصغيرة ، موسيقى صاخبة ، اعادتني أعوام إلى الوراء ، أنه بيتهوفن العظيم ،تحسست المقعد بانإملي ازحت الغبار ، جلست دون أن يدرك تواجدي ، اصدرت صوتاً مشحرجاً لكي اثير انتباهه ، فخرج رذاذ من فمي كنت مصابه بالسعال ، تساقطت بعضها على يده ، فبدأ ك الكلب يمد انفه الطويل يشم الرذاذ ، تأسفت لما حدث فدخلت صلب الأمر الذي جئت من أجله 

تفضلي عزيزتي مالامر ، دون ان تلمحني عيناه ،
أيها الطبيب  أريد أن أن أن …
لملمت الحروف استنزفت الوجع من بين لساني فقلت بصوت عالي ..
_ اردت أن اشكو إليكَ أمراً يثير ريبتي ،

ففي كل ليلة اقضم اظافري فأغرس أسناني باللحم فيخرج الدم فأقوم بلحسه كأنه التاريخ الذي يلحس الاشخاص من حياتنا حتى يتناهى وجودهم حتى اللاوجود ، فتتهرى اصابعي من أسفل شفتاي بعضها ، وبعضها تنتفخ ، فتختبىء داخلها ذكريات جمة من حطام ترك في الإمس البعيد ، فيلوث الدم ثوبي فأمزقه وامزقه واجعل منه كفن يغطي اصابعي المقضومة ، ثم أغفو فتظهر لي الكوابيس انها اظافري المقضومة تلعنني ، فيغدو الأمر مرعباً ، أراها تقترب مني فتعود لاصابعي ، أفيق فأراها مجدداً ، وتختفي الجثث من باحة منزلي ، هل لكَ أن تخبرني ماالذي يحصل معي ؟

الطبيب _ على مايبدو أنكِ تعاني ياافتاة من حالة جداً مخيفة فالاعراض التي بحتِ بها لا تظهر إلا من يصاب بتلك الحالة ؟

وماهي هذه الحالة ؟

أنها الفيلوفوبيا !!

ههه هراء ، لو كنت مصابة حقاً لرأيتكَ الان كقطعة لحم فخمة فوق سطح مكتبك فأنهشكَ حتئ استفرغ من لحمك الطري ؟

اهدأئي ياعزيزتي ، على مايبدو تعانين أزمة ثقة ؟
وماهي هذه الثقة ؟
انها تتمثل فيما بين يدي !أنها عبارة عن فكرة في داخل كل منا ،ذات لون أبيض ناصع !
_ لكن انا لا وجود للأبيض في حياتي جميع الالوان رمادية !
_ نعم ، إذن أثبت كلامي لديكِ أزمة ثقة !
_ ربما ما تقول صحيح ، مالعمل إذن . 
_ استمري في قضم اظافرك ولحس الدم !
_ ماذا ؟على مايبدو أنه أنتَ المجنون وعليكَ المعالجة وليس انا فقط  ، 
_نعم انا كذلك مجنون ، هربت ذات مرة من رأس حبيبتي فأصبحت ملعوناً ، 
_ فضحكت عليه ، قال العالم بإسره مجنون ، 
لا جدوى من العلاج على مراجعة ابهامي دفنته تحت ناصية الدرج في المدخل ، العالم حقاً مجنون ،
كانت جلسة ممتعة معه حقاً ، أنا اثق به ، فهو لا يكذب عندما رن هاتفه قال أنا اقرأ كتاباً ، ولم يقل بإنه يترنح بمؤخرته فوق الكرسي خلف مكتبه المغبر ،
الامر شتان لايكذب ياعزيزي ….

      #حنان_النشمي✍

ليست هناك تعليقات: