الجمعة، 26 يوليو 2019

قصة قصيرة {{ المرة الاولى }} بقلم الشاعر والكاتب العراقي{{رعد الإمارة}}

(المرة الاولى )

كانت الرغبة نائمة! أنفاسها تتصاعد بأنتظام! وكان من الممكن أن تظل هائمة هكذا في سباتها لأجل غير مسمى لولا أصابعه! في البداية مسها بخجل بطرف اصبعه! ثم بعد ذلك هزها هزا! استيقظت مذعورة واتسعت عيناها وأخذت تحدق فيه! كان مخلوقا هزيلا نوعا ما بشعر اسود !أما عيناه فكانتا نرجسيتان! قالت له بعد أن تفحصت الغرفة التي يسكن فيها! منذ متى وانا نائمة! لم ينبس بحرف! توردت وجنتاه ثم هرب بنظراته بعيدا! أنت من النوع الخجول إذن هكذا قالت وكان حينها يتأمل السقف!!كنت مستلذة تماما بغفوتي الطويلة هذه وانت ايقظتني من بعد سبات! عليك أن تمنحني مبررا ولو واحد لما فعلت! امممم! أنت عاشق إذن! واضح من ملامحك! دعني المس قلبك! نعم هكذا! لديك نبضات قوية! جسد هزيل نوعا ما لكنك تغلي من الداخل! لابد من أنثى حتى يهدأ بركانك هذا! لكن مارأيك بعناق أولا! قالت هذا ثم زحفت حتى التصقت به تماما ثم تلاشت في أعماقه! بعد لحظات كان قد استلقى على  سريره! سحب الغطاء لمنتصف جسده! سكنت حركة أصابعه وأخذت نبضاته تهدأ شيئا فشيئا! أما عيناه فظلتا معلقتان بسقف الغرفة وهما تتابعان حركة المروحة وهي تدور ببطء ممل كالعادة! لم يكن يملك خيالا واسعا لكن الرغبة كانت حاضرة هذه المرة  وقد ساعدته بقوة! وهكذا تسلل سلطان النوم إلى عينيه مثل لص محترف! شعر براحة اول الامر ثم هطل شعر اسود كثيف على صدره! هناك من يداعبه! أصابع خفية! وعيون واسعة جدا تحدق فيه وثمة شفاه حمراء غليظة اطبقت على فمه! كان ذائبا تماما ومنتشيا إلى أبعد الحدود! وكان يشعر بأن ثمة شىء  يمتطي بطنه بملامح غير واضحة! مع ذلك كانت نشوته تتصاعد وتتصاعد ثم فجأة تدفق الحلم وسطع ضوء النهار فأبهر عينيه! وجد نفسه غارقا في كل شىء وبأن جسده أصبح هامدا وخاويا! وبرغم الارتواء الذي شمل كل حواسه إلا أنه عاد واغمض عينيه بحثا عن الرغبة  لكنها كانت هناك في إحدى الزوايا تنام وقد انهكها التعب! لكن ليس نوما أبديا!!!!  

بقلم /رعد الإمارة /العراق

ليست هناك تعليقات: