(إثارة )
وجدها في المطبخ متكئة على مرفقيها، فيما تبعثرت بضعة كراريس واقلام على المنضدة، كان يدرك جيدا إنه قد جاء متأخرا لتلقي الدروس والمحاضرات كعادته، وربما يعود السبب في ذلك للملل! فالتعليم هو آخر ماكان يفكر فيه، ورغم تطوع جارته الثلاثينية لتلقينه ما قد يكون فاته من محاضرات ،إلا أنه لم يكن مجتهدا بما يكفي، أضف إلى إنه كان يشعر بأن هذه الأنثى ماكانت جادة بهذا الأمر، إذ إنها كانت تقضي أغلب الوقت في التحديق به وتأمله فحسب!!
لم توبخه كالعادة، بل دعته بكثير من المودة لأرتشاف قدحا من القهوة معها. بقي ساكنا في مكانه، ولم يتقدم نحوها، لكنه أخذ يحدق بجمود لتلك الإبتسامة الفاتنة التي اتسعت على شفتيها، كانت جميلة جدا، كدمية باربي! رشفت عدة رشفات من فنجان قهوتها ثم أخذت تبادله النظر وهي تداعب بأصابعها أطراف نظارتها. ومضت عيناه فجأة واستبدل تقطيبة الوجه الصبيانية الجامدة بأبتسامة سرعان ما ملئت ملامحه كلها، أخذ يحدق بجرأة الآن، استقرت نظراته أخيرا على صدرها العارم!راحت تتابع نظراته، فأدركت إنه يديم النظر في مفرق نهديها المكورين كثمار البرتقال! رفعت حاجبيها، كأنما تسأله الرأي فيما رأى، حركت جسدها أكثر للامام، انحنت قليلا فبان بياض النهدين! شعر بالدماء الحارة تكسو ملامح وجهه، تبا! ثمة شىء في داخله، شىء جائع قد بدأ بالتحرك، إنه يكاد يفلت من عقاله! لكنها جارته!!اللعنة إذن، تحرك للأمام، استدار وتوقف خلفها تماما! ظلت هي ساكنة، حتى إنها أغمضت عينيها، مترقبة حركة ما! لكن ما فعله، ادهشها تماما!إذ انحنى بسرعة واختطف فنجان القهوة البارد ثم ارتشفه كله دفعة واحدة، وبعدها طوح به ورماه أرضا! كان قد أصبح أمامها الآن، وهو يلهث بصورة متواصلة، فيما أخذ صدره الصغير يعلو ويهبط. حدقت فيه لبرهة وقد عراها الذهول، ثم لشظايا الزجاج المتناثر! بقيت صامتة ،فقد شلتها المفاجأة، عادت تحدق في عينيه، وجدته يرمقها بجرأة وسخرية وتحدي!ثم على حين غرة اولاها ظهره واخذته خطوات الساقين، صوب الباب تماما!!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق في 19/8/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق